المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احذر الصحف التى تهزأ بعقلك



Lost
01-10-2009, 11:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوانى .. ارجو ان تحذروا الصحف ووسائل الاعلام التى تهزأ بعقولنا وتحاول غسيل عقولنا وتمرير حقائق مغلوطة ومحاولة تثبيتها فى العقول بتكرارها

مقالة للاستاذ فهمى هويدى بجريدة الدستور

اللعب في خبر مقتل ضابط الشرطة المصري علي الحدود مع غزة فتح عليَّ بابًا لم أستطع إغلاقه، لقد رويت في اليومين الماضيين كيف أن مصرع الضابط أثناء تبادل لإطلاق النيران مع بعض الفلسطينيين الذين قتل أحدهم وأصيب عشرة منهم أثناء محاولتهم اجتياز الحدود، هذه الواقعة نشرت كحادث مؤسف في البداية، ولكن الأجهزة الأمنية أعادت صياغتها بالكامل لتوظيفها سياسياً واستخدامها في حملة الكيد والتشهير، إذ حولتها إلي جريمة قتل عمد قام بها «ملثمون» من حماس بتعليمات من قيادتهم، في مؤامرة استهدفت إثارة الفوضي علي الحدود، هذه الصياغة الأمنية الجديدة التي عُممت علي كل وسائل الإعلام تجاهلت حقيقة أن تبادل إطلاق النار تم أثناء محاولة اجتياز الحدود، وأن ثمة قتيلاً وجرحي بين الفلسطينيين.. كما شددت علي أن العملية مدبرة بتعليمات من قادة حماس، وأن ضابط الشرطة الشهيد لم يكن يحمل سلاحاً وقتل غيلة وغدراً.. إلخ.

هذا الذي عرضته كان له أصداء متعددة استوقفني منها ما سمعته من بعض الزملاء المشتغلين في «المطبخ الإعلامي» وهو المصطلح الذي يطلق علي المواقع التي يتم فيها إعداد المواد الصحفية، والتي يكون العاملون فيها علي دراية بالتعليمات والتوجيهات التي تصدر عن الجهات العليا وتلك التي تحدد وجهة الخطاب الإعلامي، والخطوط الحمراء والخضراء التي ينبغي أخذها في الحسبان.

الدور الرقابي لم يكن غريباً عليَّ، وقد سبق وأن أشرت إليه حيث قلت يوم 6/12 إن إعلامنا موجه علي نطاق واسع، لكن ما كان جديداً هو التفاصيل التي سمعتها علي المدي الذي بلغه ذلك التدخل وبهذه المناسبة، وحتي لا أُفْهَم خطأ، أكرر أنني أحد الذين يؤيدون إقامة علاقات إيجابية بين الإعلام والسلطة ويعارضون الخصومة أو القطيعة بينهما، لكني أشترط أن تقوم تلك العلاقة علي أساس من الحوار والاحترام وليس التبعية والاستخدام.

كنت أعلم أيضاً أن الأجهزة الأمنية نجحت في اختراق كل وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة، فذلك مفروغ منه بالنسبة للصحف القومية والتليفزيون والإذاعة، التي حولها الاختراق الكبير إلي أبواق للسلطة والأجهزة الأمنية، ولكن الجديد أن الأجهزة أدركت أن «المنابر القومية» تراجعت مصداقيتها بحكم اربتاطها العضوي بالسلطة، ومن ثم فإنها ركزت علي الصحف المستقلة، وحققت في أغلبيتها الساحقة اختراقات واسعة، مكنتها من استخدام تلك الصحف في شن الحملات علي المعارضين وتعبئة الرأي العام ضدهم، من خلال الأخبار المرسومة والمعلومات المغلوطة والصور المفتعلة، وما يسري علي الصحف المستقلة ينطبق بنفس الدرجة علي الفضائيات التي يفترض أنها مستقلة، ذلك أن هذه المنابر جميعها خاضعة للتوجيه الذي يتم بالتنسيق بين وزير الإعلام شخصياً وبين الأجهزة الأمنية، ولا مبالغة في القول بأن الاختراق إذا كان قد شمل الإعلام المحلي بجميع منابره وأشكاله، فإن ذلك الاختراق حاصل أيضاً بالنسبة لمكاتب الفضائيات العربية في القاهرة، وإضافة إلي مراقبة كل المواد التي تبث من القاهرة، من خلال أجهزة خاصة في مدينة الإنتاج الإعلامي، فإن سيف الإغلاق وسحب رخص البث مرفوع في وجوهها طوال الوقت، وقد نقل لي الزملاء أن وزير الإعلام بنفسه يهدد بإغلاق أي مكتب، يُشْتٍّم من أدائه أنه لا يلتزم بالتعليمات، وأي مشاهد يتابع تقارير مندوبي قناة «الجزيرة» مثلاً، حين يتحدثون عن الحاصل عند معبر رفح من الجانب المصري، ويقارنها بتقارير زملائهم المتحدثين عن ذات المشهد من الجانب الفلسيطيني لابد أن يلاحظ الفرق، إذ يدرك أن الأولين يتحدثون بحذر من يعلم أن وزير الإعلام يقف وراء ظهره منصتاً ومنذراً، في حين أن الآخرين ينقلون الصورة كما هي، مخاطبين المشاهدين وحدهم وعلي راحتهم.

حدثني الزملاء العاملون في «المطبخ» عن التعليمات التي تصدر من «الجهات العليا» داعية إلي التركيز علي مهاجمة حماس تارة، ودمشق تارة أخري، وإيران وحزب الله في مرة ثالثة، وقطر في مرة رابعة، وهذا الهجوم يخرج أحياناً في أخبار ومقالات منشورة، وأحياناً في حوارات تليفزيونية مرتبة، مزودة بالصور التي «تنضح» بها التعليمات، قالوا أيضاً إن وزير الإعلام والأجهزة المعنية يزوَّدون يومياً بأسماء المتحاورين في البرامج التليفزيونية المسائية، وأن الوزير كثيراً ما يتدخل لحذف أو إضافة أسماء بذاتها، وفي بعض الأحيان فإنه يتصل هاتفياً بأشخاص يدعوهم إلي المشاركة في المناقشات التي يقدمها التليفزيون للمشاركة في القيام بـ«الواجب».

هذه بعض المعلومات التي يمكن نشرها فيما نقلوه إليَّ في محادثات طويلة، وهناك معلومات أخري فضَّلت التريث في نشرها، لأسباب لا تخفي علي فطنتك، وأنت سيد العارفين!


مقالة فى ذات الموضوع للاستاذ ابراهيم عيسى فى جريدة الدستور


أجرت مؤسسة أمريكية دراسة عن الخبراء الذين ظهروا في برامج شبكات الأخبار الأمريكية الرئيسية قبل أسبوع من ضرب أمريكا للعراق فوجدت الدراسة، والعهدة علي العالم المفكر نعوم تشومسكي (أحد أهم ناقدي السياسة الأمريكية في العالم ومعارض صلب لإسرائيل رغم يهوديته)، أن ثلاثة فقط كانوا ضد الحرب علي العراق من بين ثلاثمائة وثلاثة وتسعين خبيرًا استضافتهم المحطات، تقريبًا ثلاثة يرفضون من حوالي أربعمائة يوافقون، إذن كان الاختيار منذ اللحظة الأولي متحيزًا لمن يوافق، وكان الاختيار ساعيًا كي يظهر الجميع في درجة الإجماع علي الحرب ومن ثم استبعد من يقول كلامًا مغايرًا ومخالفًا، هكذا بالضبط يتم غسل الدماغ من أول ضرب العراق بالصواريخ والقنابل إلي ضرب غزة وحرقها، وفي أي موضوع تافه أو جاد، محلي أو عالمي، ضع علي التليفزيون وفي الصحف خبراء يكتبون ويقولون ويكررون نفس الكلام، ودع الناس تشاهد وتقرأ وستصدق أي كلام فارغ مادام يتكرر ومادام وحده علي الساحة!!

لذلك عندما أجد الجميع تقريبًا يكتبون في موضوع واحد بطريقة واحدة وبرأي واحد أشعر أن ثمة خطرًا، وبمجرد ما ألاحظ أن ثمة «كورس» يغني لحنًا واحدًا في برامج التليفزيون المسائية أدرك أن ثمة مصيبة.

أسوأ ما يجري في حياتنا عندما نقول كلامًا متشابهًا في موضوع واحد وتكرره ست سبع برامج مع تمن تسع ضيوف أو ست سبع أعمدة رأي علي عشرة مقالات في يومين، قل فيها أي أكاذيب فقط بإلحاح وبتكرار وبنفس الأفكار وسوف يعتقد الناس أنها الحقيقة!!

هذا ما يجب أن يفهمه القارئ أو المشاهد، أن وراءه ربما خطة مرسومة (أو عشوائية) وأوامر موجهة ينفذها البعض بالتزام مدفوع والبعض الآخر يتورط بحسن نية والإعلام عمومًا ينتحر حين يمشي مع الرائج وحين لا يشغل دماغه وحين ينفذ التعليمات، والجمهور يتم تشويش عقله وتشويه رأيه حين يستسلم لما يتردد ويصدقه لأن معظم من يراهم في التليفزيون يقولونه، القاعدة في الإعلام أن الإلحاح هو طريق التأثير في الناس والكذبة عندما تكبر وتتكرر فإنها تتحول عند الأغلب الأعم من جمهور التليفزيون والصحف إلي حقيقة.

المشكلة عندما يصدق الناس كذب الإعلام وعندما ينساق الإعلام لغوغائية وغرائز الناس، هذا التضليل لا يختلف في الدول الكبري أو الصغري ولا في الصحافة المملوكة للدولة أو الصحف الخاصة، فيمكن للدول الكبري أن تستخدم الإعلام في لحظات الاحتياج الكبري إليه، وملاك هذه المحطات بشكل أو بآخر وبدرجة أو بأخري يخدمون نفوذهم ومصالحهم قبل أن يخدموا وطنهم، ثم هناك من يتصور أنه وطني وصاحب رسالة لكنه يحول بلده إلي جحيم لمجرد حماقة جاهلة يؤمن بها.

الأمر أنيل في مصر، فوسائل الإعلام مملوكة مباشرة للدولة ومن يعمل بها موظف في خدمتها وتحت أمرها، ولا تُبرأ الصحف الخاصة والفضائيات ومواقع الإنترنت من اختلاط أهواء وأغراض (وأمراض) أصحابها أو القائمين عليها مع المادة التي يقدمونها للقراء أو المشاهدين فينتهي الأمر بتزييف وعي وإضعاف مناعة النقد والتفنيد والتحليل للعقلية المتفرجة والقارئة خاصة.

ولعل أكثر تعبير تسمعه في الوطن العربي منذ ولدتك أمك هو وحدة الصف أو صف واحد، أو نقف صفًا في مواجهة التحديات، أو إنهم يحاولون شق الصف، الصف يعني الطابور، يعني ناس واقفة تسمع الأوامر وتنفذ، يعني عسكرة الدماغ والمشي بالتعليمات، يريدون منك أن تعيش بغبغاناً في قفص ليس فيه إلا البغبغانات؛ والمدهش هو العدد الهائل للبغبغانات المخلصة التي تظهر في حياتنا السياسية والإعلامية في مصر، ولهذا الناس عندنا من كثرة البغبغة في حياتنا لا تريد أن تفكر ولا تشغل عقلها ولا تبحث عن الحقيقة ولا حتي تبادر وتجتهد، الناس عايزة تشوف الصف وتقف فيه وتدور لها علي قفص تبغبغ فيه براحتها، فأرجوك تزحزح قليلاً واترك مساحة لزميلك القادم نحوك لتقولوا نفس الكلام وتبغبغوا نفس الأفكار في نفس الصف والقفص!!