المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عفواً .. إذا كان هذا هو أسلوب تشجيع الأهلي في مصر فلننقل المباراة إلى تونس !



Romio 88
02-04-2009, 04:59 PM
http://www.el-ahly.com/Sitemanager/articlefiles/11817-prison.jpg



وظيفة الأمن في أي وطن أن يقوم بتأمين كافة سبل الحماية لأبناء الوطن الذين هم من عائلات و أبناء و اقارب و إخوان مسئولي الأمن، و هم من يدفعون الضرائب التي يتم إستعمالها لتجهيز الأمن بكافة الوسائل لرفع نسبة الأمن و الأمان في البلاد. و يتم قياس مستوى المعيشة في أي مدينة عبر نقاط كثيرة، منها الأمن التي تكفله للقاطنين و للزائرين.



و وظيفة الأندية الرياضية أن تعمل بجهد و تنظيم لتحقيق النجاح الرياضي الذي يعود على الفريق بالعائد الأدبي و المادي و الإعلامي، و قبل هذا كله يعود بالفخر و النجاح على البلد الذي ينتمي إليه هذا الفريق. فيقال فاز "ريال مدريد الأسباني" و "نجح يوفنتوس الإيطالي" ...و تصدر نادي القرن الأفريقي..النادي الأهلي المصري.



و تتداخل مهام الأمن مع الأندية في تحسين مستوى الأداء الرياضي، و تنسيق مشاهدة و متابعة الفريق في تأمين المرور للوصول إلى الإستاد و الملاعب الكروية، و التأكد من إيقاف أي شغب "بعد حدوثه" و ليس "قبل الهنا بسنة"، مع إعطاء كافة الحرية المطلوبة للمشجعين في دعمهم لفريقهم بأسلوب تشجيع عصري و رياضي و الأهم ..."آمن".



و إذا أخلت أي من الجماهير بهذا، يتم إيقافها حماية لغيرها من الجماهير في الإستاد، و تنتهي القضية هنا. أما إذا تطورت القضية كما حدث في إيطاليا و الأرجنتين و غيرها من الدول بوفاة مشجع أو رجل أمن، فتضاف قرارات إحترازية رادعة لعدم تكرار ما حدث حتى يعود الأمر إلى ما هو عليه.



كان من الواجب أن نبدأ بهذه المقدمة لتعريف الوظائف و الواجبات لكل قسم من المنظومة الرياضية حتى نصل إلى تفسير لما يحدث مع الأهلي هذا الموسم أمنياً على كافة ملاعب مدينة القاهرة. فجأة أصبح زعيم الأندية العربية و الأفريقية و فخر مصر، و الجمهور الأقوى و الأشهر هو مصدر خطورة على الأمن القومي و الوطني و كل الصفات التي يتم الزج بها لأعرق جمهور في الشرق الأوسط و أفريقيا و ليس في مصر فقط.



و لم تكن البداية من مباراة الزمالك، بل في كافة المباريات الأفريقية، التي كان على الجمهور ترجي مسئولين الأمن السماح بإدخال الأعلام و الطبول و كافة وسائل التشجيع، ليتم السماح بتمرير بعض الأدوات و منع الجزء الأكبر. و لم يجد المسئولين الأمنيين أي تفسير منطقي لروابط الجماهير سوى "هو كده...قرارات أمنية".



قد نوافق على هذا في مباراة، أو إثنين حرصاً منا على الأمن العام رغماً أننا لا نفهم ما تأثير هذا في ملعب لا يحتوي غير جمهور أهلاوي، و ما دخل منع علم زعيم الأندية من الرفرفة... بالأمن القومي ؟ أما أن تكون هذه هي البداية و تسوء الأمور مباراة بعد الأخرى، حتى غابت الجماهير و "زهقت" مما يحدث فهو أمر لم يعد يحتمل.



و الأغرب أن المباريات التي شهدت شغباً و إصابات كانت خارج القاهرة في بورسعيد و في الإسماعيلية، و الإثنان لم يتسبب بهم جمهور الأهلي...و الأدلة المرئية موجودة و متوافرة.



و تطور الأمر في مباراة الزمالك لتصل إلى كافة أنواع الإهانات و القمع و منع جميع وسائل التشجيع في مباراة وضعها الفيفا كالديربي السادس في العالم. و الحجة هي هي ..."دخلة إيه و أعلام إيه و كلام فارغ إيه...". ليجد الجمهور نفسه محاطاً برجال أمن مدنيين في كل مكان لنشاهد مباراة أشبه بالعزاء .



هذا الجمهور هو من أعطى منتخب مصر كأس أفريقيا 2006، و أعطى الأهلي أربعة بطولات أفريقية في سبعة أعوام، و جعل الأهلي من الأندية ذات الشهرة العالمية، و غًيًر مسيرة كرة القدم في مصر بعد "صفر المونديال" و بعد "فضيحة الأولمبياد". ليكون الأهلي هو مصر الرياضة. الأهلي هو الواجهة الرياضية الأولى في مصر، هو بصيص الأمل الذي ينظر إليه كل ناشيء و محب للكرة و مسئول رياضي. و كما قال "بيرليسكوني" رئيس وزراء إيطاليا و رئيس نادي الميلان.."أنني فخور بأن شهرة مدينة ميلانو أصبحت كبيرة عالمياً بسبب الأي سي ميلان". فنحن كجمهور الأهلي فخورون دائماً بإنتمائنا إلى الأهلي و أننا ندافع عن أسمه و ألقابه التي تخطت المائة.



هل يُقمع الأهلي و جمهوره لأنه ناجح ؟ هل يتم "تطفيش" جماهير الأهلي حتى يصبح الأهلي مشابها للمنظومة الرياضية الفاشلة ..حتى لا يتغنى أحد به و يكون الكل فاشلين ؟ هل أضر مطالبة الأهلي بحقوقه مصالح البعض فقرروا ضرب الأهلي تحت الحزام ؟ هل أصبح العلم الذي يحمل نسر الأهلي و الذي رفرف آلاف المرات في سماء القاهرة من أسلحة الدمار الشامل ؟ و هل أصبح الجمهور الأول و الأكبر أفريقيا إرهابي ؟ هل أصبح 60 مليون مصري خطر على الأمن القومي ؟



البعض يتذرع بأن الوضع الأقليمي غير مناسب للتجمعات، فهل هو مناسب في المحافظات الأخرى و غير مناسب في القاهرة و بالذات للأهلي ؟ هل سيتم منع أعلام مصر من الدخول في تصفيات كأس العالم التي نحن الأقرب إليها بإذن الله ؟ و هل سيقول مسئولي الأمن..."علم إيه و كلام فارغ إيه"؟ هل سيتم منع جمهور الصفاقسي و من سيسانده من جمهور الكرة في مصر من إدخال أعلام تونس و الصفاقسي ؟



لتذكير رجال الأمن، أن وظيفتهم التي تم إنتدابهم من الشعب عليها، هي حماية أبناء الوطن مع المحافظة على حريتهم. و حريتهم تتضمن الدخول بالأعلام و"بالطبل و بالزمر" و بأي شيء نراه مناسب لتشجيع المارد الأحمر، على أن يعود بلقب السوبر الأفريقي و يزيد من نقاطه الأفريقية التي تضعه على صدارة الأندية في القارة السمراء.



أما أن يتم تسويق أن ما حدث في مباراة الزمالك سيتكرر و سيمنع كل شيء من الدخول...حتى الأعلام و القمصان الحمراء فإلى هنا و كفى. فبأي حق و تحت أي رياضة تتحدثون ؟ و أي جمهور تريدون في المدرجات ؟ و أي مستقبل رياضي يتم بنائه ؟ و أين وزارة الشباب و الرياضة ؟ و لماذا لا يتم ضمها إلى وزارة الداخلية ؟ كل يوم نرى خروقات قانونية من الإتحاد المصري و الأندية نهاية بقضية زيكا جوري و لا نجد من يتشدق بالأمن و أحقية القانون. و عندما يذهب كافة ابناء الوطن و من مختلف الأجيال إلى الإستاد خلف من يمثل بلادهم و يرفع رايتها يتم إهانتهم و قمعهم و منعهم من تأدية واجبهم.



عفواً ...الأهلي فوق الجميع. نحن مؤمنون بهذا. و لن نتقاعس عن تأدية واجبنا حتى لو تم منعنا بأي وسيلة، حتى لو فشلت إدارة الأهلي في إقناع مسئولي الأمن بتغيير النمط. فإذا سقط الأهلي و جماهيره سقط كل شيء جميل و ناجح. و ستكون مسئوليتها علينا كجمهور قبل أي أحد..فالتشجيع هو حق نملكه و هو غير مضر بأي أمن مهما حاولوا إقناعنا



و إذا لم تنجح إدارة الأهلي التي تبذل جهود كبيرة عبر الساعات السابقة للسماح للجماهير بالتشجيع، و إذا تم رفض هذا المطلب، لتخاطب الإدارة الإتحاد الأفريقي في أن تكون المباراة في ليبيا أو حتى تونس، على الأقل سيكون لنا حق تشجيع فريقنا الذي يمثل وطننا، حيث أصبحنا إرهابيين في وطننا.



أصبح على جمهور الأهلي الإختيار...إما الذهاب إلى الإستاد و رد الجميل إلى الأهلي الذي أفرحنا و رفع رأسنا مائة عام و تحمل كل ما سيحدث ...فالأهلي يستحق كل شيء مننا. أم أن يتركه الجمهور يقاتل منفرداً على أرض إستاد القاهرة، و أن تكون المدرجات عاراً على كل أهلاوي و كل مشجع ينتمي إلى الأهلي عندما تراه أفريقيا فارهاً فارغاً لا يُسمع فيه غير صدى صافرة الحكم و هي تعلن بداية عصر جديد من كرة القدم الأسود...فالقرار لكم.