المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خبر نظرة في العمق: جوجل تنتصر على الحكومة الصينية في معركة الرقابة على نتائج البحث .. و لكن هل انتهت الحرب ؟؟!!



A7med Baraka
03-24-2010, 12:15 AM
http://www.swalif.net/swalifsite/wp-content/uploads/2010/03/google-cn-450x253.jpg

الخلاف أو لنقل الصراع كيفما شئت أن تسميه بين عملاق الإنترنت أمريكي الأصل, Google, و بين الحكومة الصينية - التي اشتهرت لعصور طويلة بسيطرتها المطلقة على خدمات الإنترنت التي تقدم في الصين - كان قد وصل بالفعل الى نقطة اللا عودة مطلع العام الحالي. فجوجل التي لطالما خضعت لسياسات الحكومة الصينية في الرقابة و التنقيح لمحتوى نتائج البحث عبر محركات البحث لأغراض سياسية عديدة وجدت نفسها تدريجيا في موقف يجعلها تعيد التفكير في ما تقدمه من تنازلات في سبيل تواجدها في السوق الصينية العملاقة, بداية من خضوعها لسياسات الرقابة, تواجدها في المرتبة الثانية بدلا من الأولى - التي ينفرد بها محرك البحث Baidu الصيني الأصل - على صعيد سوق محركات البحث التي يستخدمها الصينيون و أخيرا الضربات الموجعة المتتالية التي تلقتها جوجل في صورة إختراقات أمنية و هجمات إلكترونية على خوادمها في الصين و التي كان مصدرها دائما من داخل الصين كلها عوامل إجتمعت مع الوقت على جعل أعمال جوجل في الصين تشكل مصدر دائم للمعاناة.



الشركة الأمريكية كانت بالفعل قد إتخذت قرارها بالتحرك بشكل حاسم لحل مشكلاتها العديدة في هذا السوق المزعج - الذي أظن أنه أوقعها في حيرة مع نفسها هل تنسحب و تتركه بشكل كامل و تخسر أحد أكبر الأسواق العالمية و أسرعها في النمو أم تتمسك به و ما يحمله معه من مشكلات و معاناة - و مع بداية عام 2010 هددت Google بأنها قد تبدأ في تقديم خدمات البحث في الصين بدون رقابة من الحكومة - و هي الخطوة التي تعتبرها الحكومة الصينية أمرا غير مقبول نهائيا - أو الإنسحاب كليا من الصين في حال تعقدت الأمور أكثر.

فترة من عدم الإستقرار و ما يقابله من إجتماعات و لقاءات مطولة قضاها مسؤولو الشركة الأمريكية مع أطراف الحكومة الصينية بهدف التوصل الى إتفاق و حلول للمشاكل المعلقة بين الجانبين و لكن جوجل وصفت الجانب الصيني بالتعنت في بعض النقاط التي أكد الصينيون أنها ليست موضعا للنقاش من الأساس و على رأسها بكل تأكيد قضية الرقابة على ما يقدم من نتائج البحث عبر محرك البحث و كذلك عبر خدمة Google News الإخبارية ما عاد بالأمور الى نقطة الصفر دون تقدم في التوصل الى إتفاق يرضي الطرفين.

بالأمس, اتخذت (http://googleblog.blogspot.com/2010/03/new-approach-to-china-update.html)جوجل قرارها الأخير بهذا الشأن و هو القرار الذي توصلت اليه بعد لقاءات مطولة بين أعضاء مجلس إدارتها في أمريكا و بعيدا عن الجانب الصيني و تأمل الشركة الأمريكية أن تنجح بهذا القرار في حل مجموعة من مشكلاتها في آن* واحد و التخلص من هذا الصداع المستمر الذي فرضه عليها تواجدها في الصين و ذلك دون أن تفرط في موقعها في هذا السوق. ما فعلته الشركة هو القيام بإعادة توجيه جميع مستخدمي محرك البحث على النطاق Google.cn المخصص للصين الى موقع البحث الخاص بهونج كونج على النطاق Google.com.hk و الذي يعتمد على خوادم جوجل المتواجدة في هونج كونج نفسها و يقدم نتائج البحث بشكل حر دون رقابة من أي نوع. جوجل وصفت الخطوة بأنها قانونية مائة بالمئة و أعلنت أن أعمالها في الصين ستقتصر بعد ذلك على قطاع الأبحاث و التطوير و الذي سيبقى في السوق الصينية و إن كان سيتحدد حجمه بالظروف المحيطة هناك أما جميع أعمال البحث فقد أصبحت موحدة و تدار من هونج كونج.

هل إنتصرت جوجل بالفعل في هذة المعركة ؟؟ في الوقت الحالي يمكننا أن نقول “نعم” .. فمستخدمي جوجل في الصين في هذة اللحظات يحصلون على خدمة بعيدة تماما عن الرقابة عبر النطاق Google.com.hk و لكن و بما أننا لسنا خبراء في القانون و لأننا ندرك أن الحكومة الصينية من الصعب أن تتقبل هذا الأمر بنفس راضية فإننا لا نظن أن الحرب قد انتهت فالحكومة الصينية في أول تعليق لها على القرار قالت بأن ما حدث غير قانوني و مخالف لقواعد تشغيل أعمال الشركة في الصين. الى أين ستسير هذة الحرب الصينية - الأمريكية التي تتخذ من خدمات الإنترنت رقعة لها , هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة و لكننا لا نستبعد أن يصل الأمر الى إنسحاب كامل لجوجل من الصين ..