المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إبن بطوطه ... أعظم رحاله



yoyoabdo
10-19-2010, 12:03 AM
http://bananeety.com/articles/images/stories/career/ibnbatutta.jpg

ابن بطوطة هو أمير الرحالة المسلمين كما تلقبه جامعة كامبريدج في كتبها وأطالسها... رحالة مغربي، فاق كل رحالة عصره حيث قطع حوالي 75 ألف ميل تقريباً في أسفاره. كما أنه الرحالة الوحيد في العصور الوسطى الذي رأى بلاد كل حاكم مسلم من حكام عصره.



ولد ابن بطوطة في طنجة بالمغرب عام 703 هـ/1304 م. عشق السفر منذ الصغر فقد كان يساعد والده في تجارته، ومكنته البيئة التي عاش فيها من مجالسة البحارة الذين يمرون بطنجة، ومن لقاء التجار القادمين من بلاد أخري، فنمت في مخيلته المعرفة الواسعة باختلاف الأوطان في المناخ والعادات والمعالم. ومما حببه بالسفر أكثر الكتب التي تداولها العرب والتي يوجد بها العديد من أخبار البلدان ومعالمها. وكان يستخدم الحيوانات والسفن الشراعية في تنقله من بلد إلي آخر.



رحلاتة :


قام ابن بطوطة بثلاث رحلات استغرقت ثلاثين عاما.

الرحلة الأولي:

بدأ ابن بطوطة أسفاره وهو ابن 21 سنة (عام 725 هـ/ 1325 م) بعد أن درس الشريعة ثم قرر أن يخرج حاجاً، وآملا أن يتعلم من سفره المزيد عن ممارسة الشريعة في أنحاء بلاد العرب.

في أول رحلة له مر ابن بطوطة في الجزائر وتونس ومصر وفلسطين وسوريا و منها إلى مكة. وفيها قابل علماء المسلمين واكتسب مزيداً من المعارف الدينية والشرعية.

ماذا قال ابن بطوطة عن مصر؟

يبدو أن القاهرة منذ قديم الزمن وهي مدينة صاخبة نشِطة مزدحمة. هكذا وجدها ابن بطوطة: أكثر المدن العربية صخباً ونشاطاً. ولهذا قرر أن يمضي فيها بضعة شهور إذ لا يزال على موعد الحج على أية حال ثمانية شهور. كانت القاهرة كما وصفها ابن بطوطة "أم المدن, سيدة الأرياف العريضة والأراضي المثمرة, لا حدود لمبانيها الكثيرة, لا نظير لجمالها وبهائها, ملتقى الرائح والغادي, سوق الضعيف والقوي... تمتد كموج البحر بما فيها من خلق بالكاد تسعهم..."

أما الأسكندرية فهي الجميلة الساحرة علي مر السنوات. وفي وصفها، يقول رحالتنا: "ثم وصلنا في أول جمادى الأولى إلى مدينة الإسكندرية حرسها الله، وهي الثغر المحروس والقطر المأنوس، العجيبة الشأن الأصيلة البنيان، بها ما شئت من تحسين وتحصين، ومآثر دنيا ودين، كرمت مغانيها ولطفت معانيها وجمعت بين الضخامة والإحكام مبانيها"

إلي سوريا... ثم إلى مكة..

الحج..

أخيرا اتجه ابن بطوطة إلي مكة لأداء مناسك الحج. و وجد ان الكعبة لم تخل من طائف و وصف أهل مكة بأنهم أصحاب "المكارم التامة والأخلاق الحسنة والإيثار للضعفاء والمنقطعين وحسن الجوار للغرباء" ووصف نساءها بأنهن "ذات صلاح وعفاف"، ولاحظ توجههن للطواف بالمسجد الحرام في كل ليلة جمعة وهن في أحسن زي وأبهى زينة وأطيب رائحة. كما تحدث في كتابه عن العديد من علمائها.

ونظرا لمكوث ابن بطوطة فترة طويلة في مكة المكرمة بانتظار الحج فقد لاحظ بعض العادات الاجتماعية لسكانها، منها أنهم يتناولون وجبة واحدة في اليوم، وإذا أرادوا الأكل في سائر اليوم، أكلوا التمر ولذلك صحت أبدانهم وقلت فيهم الأمراض. و وصف في كتاباته الكثير من عادات و اخلاق و كرم اهل المدينة المقدسة مكة المكرمة.

مكة تتهيأ لاستقبال الحجاج

مكث ابن بطوطة في مكة بعد ذلك حتى موعد حجته الأولى 726 هـ، فيذكر أنه تم رفع أستار الكعبة (وهو ما نطلق عليه إحرام الكعبة) يوم السابع والعشرين من ذي القعدة صونا لها من الشد الذي يمكن أن تتعرض له من قبل الحجاج ولهفتهم عليها.

بعد الحج وفي أول أيام عيد الأضحي المبارك، وصلت كسوة الكعبة المشرفة مصنوعة من الحرير، حالكة السواد ومكتوب عليها العديد من الآيات القرآنية. وكان الملك الناصر هو الذي يتولى كسوة الكعبة، ويتكفل بمعاش القاضي والخطيب والأئمة والمؤذنين والفراشين وما يحتاج إليه الحرم الشريف من الشمع والزيت كل سنة.

من مكة إلي العراق

يقول ابن بطوطة: "ثم سافرنا إلى بغداد... الدروب إلى بغداد كثيرة ومعمرة بإتقان... وفي كل معهد ببغداد عدد من الحمامات الخاصة به, وفي كل منها جرن اغتسال عند أحد أركانها يتدفق الماء فوقه من صنبورين أحدهما للماء الساخن والآخر للبارد. ويعطى كل مغتسل ثلاث مناشف, واحدة ليلفها حول خصره حينما يدخل والأخرى ليلفها حول خصره حينما يخرج والثالثة ليجفف بها جسده."

وبعد العراق، أكمل ابن بطوطة رحلته إلي بعض البلاد الأخري، ثم عاد إلي المغرب عام 1349م. وفي أثناء هذه الرحلة اكتسب ابن بطوطة محبة سلطان الهند فعينه قاضيا في بلاده، وأرسله مرافقا لبعثة هندية إلي ملك الصين.

الرحلة الثانية:

في عام 1350 م، بدأ ابن بطوطة رحلته الثانية إلي أوروبا، وزار الأندلس ثم عاد إلي المغرب عام 1351 م.

الرحلة الثالثة:

في عام 1353 م، توجه ابن بطوطة إلي أفريقيا حيث زار السودان، ثم عاد إلي وطنه بعد رحلة استغرقت ثلاث سنوات.

كتب ابن بطوطة:

كتاب: "تحفة الأنظار في غرائب الأسفار وعجائب الأسفار".

وفيه وصف ابن بطوطة بالتفصيل ما صادفه في طريقه: الطريق، والبلاد، والقصور، وأبواب المدن ومعالمها، والأشخاص الذين مروا عليه والأحداث التي حدثت بينهم سواء تشاجر مع أحد أو تقابل مع آخر فأكرمه، حتى فترات مرضه ذكرها أيضاً ولم يغفل نقطة مهما كانت بساطتها، فلم يترك ابن بطوطة بلداً مر فيه إلا وصفه وذكر أهله وحكامه وعلمائه وقضاته.

وفي عهود لاحقة أثبت المؤرخون والرحالة الأوروبيون صدق رواية ابن بطوطة فيما شاهد، واعتبروا ما رواه مرجعا لدراسة الشعوب التي زارها في القرن الرابع عشر الميلادي. وترجمت رحلات ابن بطوطة "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" إلي بعض لغات العالم.

وقد اكتسب ابن بطوطة ورحلاته هذه المكانة لصدقه، وحرصه علي إثبات الواقع كما يراه دون تطويعه لأفكاره أو معلوماته المسبقة، وتسجيله انفعالاته النفسية دون تهوين أو تهويل. فقد رُزِق ابن بطوطة الأمانة والصدق.

واليوم حصل ابن بطوطة على التقدير الذي يستحقه بجدارة في عالم الاستكشاف. فلتخليد إنجازاته الفريدة في الأسفار, أطلق علماء العصر اسم ابن بطوطة على إحدى الفوهات البركانية على سطح القمر.

By: Hoda Alrafie

A7med Baraka
10-21-2010, 09:24 PM
شكرا جزيلا على المعلومات الجميلة yoyoabdo :)