المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الزمن القادم



yoyoabdo
09-02-2008, 04:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أنا كان عندي كتاب رائع إسمه الزمن القادم الكتاب ده مكون من ثلاثة مجموعات كل مجموعة تحتوي على قصص واقعية للتائبين و التائبات .

و أنا بإذن الله تعالى سأقوم بكتابة كل يوم قصه من هذه القصص طوال شهر رمضان ( كل سنة و أنتم طيبين) و بإذن الله سأستمر بكتابة هذه القصص بعد شهر رمضان أيضاً .


أنا عن نفسي بحب قراءة القصص دي لأنها فعلاً بتأثر في الواحد و بتعطيله عظه .

و أنا بتمنى إن القصص دي فعلاً تعجبكم ..... و بإذن الله اللي هيجعلني أستمر في كتابة هذه القصص ردودكم وتعليقكم على كل قصه.


هذه المجموعات القصصيه بقلم الأستاذ عبد الملك محمد القاسم . جزاه الله كل خير .و كل عام و أنتم بخير
رمضان كريم

أسألكم الدعاء

A7med Baraka
09-02-2008, 06:41 PM
فكرة جميلة والله يا بشمهندسة و بأذن الله نتابع و نقرأ القصص ده و تكون عظة للجميع بأذن الله

yoyoabdo
09-03-2008, 05:31 PM
الرحمن الرحيم



القصة الأولى


الرحيل


بدت أختي شاحبة الوجه نحيلة الجسم ... و لكنها كعادتها تقرأ القرءان الكريم ... تبحث عنها تجدها في مصلاها ... راكعة ساجدة رافعة يدها إلى السماء .... هكذا في الصباح و المساء و في جوف الليل لا تفتر و لا تمل .

أما أنا فكنت أحرص أن أقرأ المجلات الفنية و الكتب ذات الطابع القصصي ...أشاهد الفيديو بكثرة لدرجة أنني عرفت به ... و من أكثر من شئ عرف به ....لا أؤدي واجباتي كاملة و لست منضبطة في صلواتي .


في يوم ما بعد أن غلقت جهاز الفيديو و قد شاهدت أفلاماً متنوعة لمدة ثلاث ساعات متواصلة ...ها هو ذا الأذان يرتفع من المسجد المجاور ...

عدت إلى فراشي ...

تناديني أختي من مصلاها ... نعم ماذا تريدين يا نوره؟

قالت لي بنبرة حادة : لا تنامي قبل أن تصلي الفجر ...

أوووه ...باقي ساعة على صلاة الفجر ...

بنبرتها الحنون _ هكذا هي قبل أن يصيبها المرض الخبيث و تسقط طريحة الفراش ...نادتني ... تعالي يا هناء إلى جانبي ...

لا أستطيع إطلاقاً رد طلبها ... تشعر بصفائها و صدقها ...

لا شك طائعاً ستلبي ...
نعم ماذا تريدين !!!

إجلسي ...

ها قد جلست ماذا تريدين ؟

بصوت عذب رخيم : ( كل نفس ذائقة الموت و إنما توفون أجوركم يوم القيامة ) ...
سكتت برهة .. ثم سألتني ..

ألم تؤمني بالموت ؟ ...

بلى مؤمنة ..
ألم تؤمني بأنك ستحاسبين على كل صغيرة و كبيرة ؟!

بلى ... و لكن الله غفور رحيم ... و العمر طويل ....

يا أختي ألا تخافين من الموت ؟!

أنظري هند أصغر منك و توفيت في حادث سيارة ... و فلانة ... و فلانة ... الموت لا يعرف العمر ... و ليس مقياساً له ..

أجبتها بصوت خائف حيث مصلاها المظلم ...
إنني أخاف من الظلام و أخفتني من الموت ... كيف أنام الآن ؟! كنت أظن أنك وافقت على السفر معنا هذه الإجازة !!!

فجأة .. تحشرج صوتها و إهتز قلبي ...

لعلي أسافر هذه السنة سفراً بعيداً ... إلى مكان أخر .. ربما يا هناء ... الأعمار بيد الله ... و إنفجرت في البكاء .

تفكرت في مرضها الخبيث و أن الأطباء أخبروا والدي سراً أن المرض ربما لن يمهلها طويلاً ... و لكن من أخبرها بذلك .. أم أنها تتوقع ذلك ؟!

ما لك ؟ بم تفكرين ؟ جاءني صوتها القوي هذه المرة ...!!

هل تعتقدين أنني أقول هذا لأنني مريضة ؟

كلا ... ربما أكون أطول عمراً من الأصحاء..

و أنت إلى متى ستعيشين ؟! ربما عشرين سنة !! ربما أربعين ... ثم ماذا ؟!

لا فرق بيننا كلنا سنرحل و سنغادر هذه الدنيا إما إلى الجنة أو إلى النار...

تصبحين على خير ...

هرولت مسرعة و صوتها يطرق أذني . هاك الله .. لا تنسي الصلاة ..


· الثامنة صباحاً.....

أسمع طرقاً على الباب هذا ليس موعد إستيقاظي ... بكاء ... و أصوات ... ماذا جرى ... لقد تردت حالت نوره ... و ذهب بها أبي إلى المستشفى ...

إن لله و إن إليه لراجعون :

لاسفر هذه السنة , مكتوب علي البقاء هذه السنة في بيتنا ... بعد إنتظار طويل ... عند الواحدة ظهراً هاتفني أبي من المستشفى ... تستطيعون زيارتها الآن .. هيا بسرعة ..

أخبرتني أمي أن حديث أبي غير مطمئن و أن صوته متغير ..

عبائتي في يدي ...

أين السائق ؟! ركبنا بسرعة ...



تستكمل غداً

yoyoabdo
09-03-2008, 07:06 PM
الجزء الثاني و الأخير من الرحيل


كانت أمي بجواري تدعو لها ... إنها بنت صالحة و مطيعة ... لم أرها تضيع وقتها ...

وصلنا إلى المستشفى .... هذا مريض يتأوه .. وهذا مصاب بحادث سيارة .. و ثالث عيناه غائرتان .. لا تدري هل هو من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة .

منظر عجيب لم أره من قبل ..
صعدنا درجات السلم بسرعة ..

إنها في غرفة العناية المركزة ... و سآخذكم إليها .. ثم واصلت الممرضة إنها بنت طيبة و طمأنت أمي إنها في تحسن بعد الغيبوبة التي حصلت لها ...

- ممنوع الدخول لأكثر من شخص واحد ...

هذه هي غرفة العناية المركزة ..

وسط زحام الأطباء و عبر النافذة الصغيرة التي في باب الغرفة أرى عيني أختي نوره تنظر إلي و أمي واقفه بجوارها ... بعد دقيقتين خرجت أمي التي لم تستطع إخفاء دموعها .

سمحوا لي بالدخول و السلام عليها بشرط أن لا أتحدث معها كثيراً ..
دقيقتان كافيتان لكي ....

- كيف حالك يا نوره ؟

لقد كنت بخير مساء البارحه ... ماذا جرى لكي ؟!
أجابتني بعد أن ضغطت على يدي : و أنا الآن و لله الحمد بخير ...
الحمد لله ... و لكن يديك باردة .ز

كنت جالسة على حافة السرير و لا مست ساقها ... أبعدته عني ... آسفة إذا ضايقتك ... كلا ولكني تفكرت قول الله تعالى : ( و التفت الساق بالساق * إلى ربك يومئذ لمساق) عليك يا هناء بالدعاء لي فربما أستقبل عن قريب أول أيام الآخرة ...

سفري بعيد و زادي قليل ...

سقطت دمعة من عيني بعد أن سمعت ما قالت و بكيت .. لم أع أين أنا ؟!

إستمرت عيناي في البكاء .. أصبح أبي خائفاً علي أكثر من نوره .. لم يتعودوا هذا البكاء و الإنطواء في غرفتي ...

مع غروب الشمس ذلك اليوم الحزين ..
ساد صمت طويل في بيتنا ...

دخلت علي إبنة خالتي .. إبنة عمتي
أحداث سريعة ..

كثر القادمون .. إختلطت الأصوات .. شئ واحد عرفته ...

نوره ماتت .

لم أعد أميز من جاء .. و لا أعرف ماذا قالوا ...


يا الله ... أين أنا ؟ و ماذا جرى ؟ عجزت حتى عن البكاء .. فيما بعد أخبروني أن أبي أخذ بيدي لوداع أختي الوداع الأخير ..

و أني قبلتها ... لم أعد أتذكر إلا شيئاً واحداً ... حين نظرت إليها مسجاة .. على فراش الموت .. تذكرت قولها : ( والتفت الساق بالساق )

لم أعرف أنني عدت إلى مصلاها إلا تلك الليلة ..

و حينها تذكرت من قاسمتني رحم أمي , فنحن توأمان ... تذكرت من شاركتني همومي .. تذكرت من نفست عني كربتي ... من دعت لي بالهداية .. من ذرفت دموعها ليالي طويلة و هي تحدثني عن الموت و الحساب ...

الله المستعان ... هذه أول ليلة لها في قبرها ... اللهم إرحمها و نور لها قبرها .. هذا هو مصحفها ... و هذه سجادتها ... و هذا ... و هذا ...

بل هذا هوه الفستان الوردي الذي قالت سأخبئه لزواجي ..

تذكرت و بكيت على أيامي الضائعة .. بكيت بكاء متواصلاً ... و دعوت الله أن يرحمني و يتوب على و يعفو عني ... دعوت الله أن يثبتها في قبرها كما كانت تحب أن تدعو ...

· فجأة سألت نفسي ماذا لو كانت الميتة أنا ؟ ما مصيري .. ؟

لم أبحث عن الإجابة من الخوف الذي أصابني ... بكيت بحرقة ...

الله أكبر .. الله أكبر ...

ها هو ذا أذان الفجر قد ارتفع ... و لكن ما أعذبه هذه المرة ...

أحسست بطمأنينة و راحة و أنا أردد ما يقوله المؤذن .. لفلفت ردائي و قمت واقفة أصلي صلاة الفجر ... صليت صلاة مودع ..
كما صلتها أختي من قبل , و كانت أخر صلاة لها ...

إذا أصبحت لا أنتظر المساء ......

و إذا أمسيت لا أنتظر الصباح ....

أتمنى أن تكون قد أعجبتكم
غدا بإذن الله مع قصة جديده

yoyoabdo
09-06-2008, 12:44 AM
انا بعتذر يا جماعه على توقفي خلال اليومين اللي فاتو لظروف ما
و باذن الله من بكره هكتب القصة الثانية

Lost
09-06-2008, 01:23 AM
وأحنا مستنين و يكون المانع خير يا رب

yoyoabdo
09-07-2008, 06:19 PM
الغفلة

اللهم إرحمنا إذا درس قبرنا ... و نسي إسمنا ... و انقطع ذكرنا .... فلم يذكرنا ذاكر .. و لم يزرنا زائر ...

اللهم إرحمنا إذا غسلنا أهلونا ... اللهم إرحمنا إذا كفنونا ... اللهم إرحمنا إذا على أكتافهم حملونا ...

كان الشريط يسير بسرعة ... و كنت أتابع دعاء الإمام بتركيز و لهفة .

أعدت هذا الدعاء مرة أخرى ... كل ما قاله و دعا به حق ...

ستنقطع بنا الحياة ... و سنغسل .. و نكفن .. ثم نوضع في لحد تحت الأرض .. و ينسى اسمنا ...

و لكن ذلك الصوت المقترن بالخشوع ... جعلني أتوقف برهة ... و أعيد الشريط مرة ثالثة ...


لقد كانت أختي مثال الأخت الداعية المجتهدة ...
لقد حاولت أن أكون محافظاً على الصلاة ... و على الطاعات... حاولت بكل ما تستطيع ... بالكلمة .. و بالشريط ... و بالكتاب .

و في أحد الأيام عندما ركبت معي السيارة أخذ بنا الحديث ... و عندما هممنا بالنزول وضعت هذا الشريط في جهاز التسجيل .

خرجت من الغد ... بحركة عفوية ... لا شعورية ... ضغطت على الشريط ... و أنا لا أذكر ما فيه ... و لكني كالعادة أتوقع الأغاني ... من التي أحبها ... و لكن شاء الله أن يكون هذا الشريط ..

سمعته في صباح ذاك اليوم .. و أعدته في المساء ... و بعد العشاء ...

سألتها ما هذا الشريط الذي وضعتيه ...؟

قالت .. هل أعجبك !؟

قلت لها .. لا شك ...

و لم تكن كالعادة إجابتي بهذا الترحيب..

فرحت .. و كان بيدها كتاب فوضعته جانباً ... أعادت سؤالها ..

هل أعجبك صوت الإمام و قراءته ...؟

قلت لها نعم ..

كانت هذه الإجابة مقدمة لحوار طويل ... و لقد كان مثل هذا الحوار متكرراً... و لكنه هذه المرة إختلف كثيراً.

في النهاية قالت لي ...

سأقرأ عليك ما قرأته قبل قليل .

مر الحسن البصري بشاب مستغرق في ضحكه و هو جالس مع قوم في مجلس ... فقال له الحسن :

يا فتى .. هل مررت على الصراط ؟

قال : لا ...
قال : فهل تدري إلى الجنة تصير أم إلى النار ..؟
قال : لا
قال : فما هذا الضحك ؟!

صمتنا برهة ...

ثم التفتت إلي .. و قالت ...

إلى متى هذه الغفلة ؟!

Moon14
09-07-2008, 06:43 PM
جميلة يا يويو
مستنين باقى القصص

هقرأ الغفلة بعد الفطار أن شاء الله