المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احدث مقالات اللواء محسن الفحام



دعاء شكرى
08-30-2014, 06:40 PM
اللواء محسن الفحام

احدث مقالات اللواء محسن الفحام

اللواء محسن الفحام (https://www.youtube.com/watch?v=M5m3xQtISXo)
شائت الاقدار ان احضر جانباً من الجلسات الاخيره لمحاكمة القرن المتهم فيها الرئيس الاسبق / حسنى مبارك ونجليه ووزير داخليته وبعض
مساعديه .. ولعل المصادفه هى التى قادتنى لذلك الى اننى لست نادماً على هذا الحضور بالعكس فقد كنت شغوفاً ان اعرف ماذا يدور فى كواليس تلك المحاكمة التى شارفت على الانتهاء .

وبرغم ما اتعرض اليه من انتقاضات على تناولى لهذا الموضوع الا اننى لا اخفى عليكم مدى سعادتى لرؤيتهم جميعاً حيث كانوا رؤساء لى فى مرحلة معينة من تاريخ حياتى الوظيفية ، وتوجهت ومعى بعض الصحفيين والاعلاميين والعديد من الحضور لمصافحتهم والاطمئنان عليهم .

وانا هنا لن اتناول المناقشات والمرافعات القانونية التى اثيرت فى المحاكمة ، فهذا موضوع متروك للقضاء ولعدالة السماء ، بل سوف اتعرض للحالة النفسية التى رأيت فيها هؤلاء الرجال وهم ينتظرون الحكم عليهم سواء بالأدانه او البراءه .

كان اول ما لفت نظرى قبل الدخول الى قاعة المحاكمة ثباتهم وثقتهم بالله وقناعتهم بالبراءة ، وقد بادرنى احدهم بسؤالى هل ابنائنا من الضباط ومن المصريين الشرفاء ومن شباب الثورة الحقيقيين ما زالوا يعتقدون اننا قتلنا من شارك فى ثورة 25 يناير ، بعدما سمعوا شهادتنا امام العالم والتاريخ … لا والله لم نفعل ذلك ابداً ، بل لا يمكن ان نفكر فيه اصلا ,,, ورأيت الدموع فى أعين احدهم وهو ينفى ذلك عن نفسه .

ثم دلفت الى قاعة المحكمة حيث وجدت رئيسها رجل فى منتهى الوقار والهدوء والصفاء الذهنى يتعامل معهم باحترام واضح علماً بانه سوف يصدر عليهم قريباً احكاماً بالأدانه او البراءه … المهم هنا هو الاحترام والسعى لاظهار الحقيقة امام العالم اجمع … ووقفت اقارن بين هؤلاء المتهمين ومن بينهم رئيساً للدولة استمر يحكمها ما يقارب من ثلاثون عاماً وكان قبلها نائباً لرئيس الجمهورية وقائداً للقوات الجوية . حيث كان الجميع يقف بتقدير واحترام للمستشار الجليل رئيس المحكمة عندما كان ينادى عليهم وهم فى قفص الاتهام بعبارة ( موجود يا افندم ) وبين رئيس استمر حكمه عاماً واحداً بانتخابات اثير حولها الكثير من الشكوك والجدل يقول لرئيس محكمته ( انت مين يا عم انتا … انا رئيس مصر … انتا مين بقي ) وكذلك بين اخرون من نفس الجماعة المحظورة يديرون ظهورهم لهيئة المحكمة معبرين عن عدم اكتراثهم بها .

اعود مره اخرى الى قاعة المحكمه ، هدوء بين الحاضرين ، احترام بين المتهمين ، لم يلقى احدهم تهمته على الاخر سعياً وراء برائته ، ثقة فى النفس وهم يعرضون احداث يناير 2011 ودور كل منهم فى التعامل معها ، وكان القاسم المشترك بينهم فى جميع اقوالهم انهم ابداً لم يصدروا تعليمات لقتل المتظاهرين وهو ما شهد به جميع شهود هذه القضية وبأن ما حدث فى البلاد اعتباراً من 28 يناير 2011 كان اختطافاً لثورة الشرفاء من ابناء هذا الشعب . وكان اهم ما استوقفنى تلك الدموع التى كانت تتساقط من اعينهم وهم يدافعون عن انفسهم حيث لم يكن هدفهم اظهار برائتهم بقدر ما كان الهدف هو الاثبات للشعب والتاريخ انهم لم يقتلوا او يشاركوا فى قتل ابناء وطنهم وهم الذين كانوا يوم ما سبب من اسباب استتدباب الامن والسلام لهم ، وهو امر للأسف ليس من السهل تحقيقه خاصة وان العديد من الاعلاميين الذين لهم اهداف معروفة نجحوا فى رسم صورة ذهنيه سيئة لهم بل وما زالوا يدفعون الرأى العام حتى الان فى هذا الاتجاه ، برغم ان الجميع قد اصبح متأكداً من كان وراء ما حدث فى اعقاب ثورة يناير 2011 .

قد استلفت نظرى ان هناك بعض الصحفيين والاعلاميين والحاضرين تساقطت دموعهم رغماً عنهم تعاطفاً مع من رأوهم يوم ما يساهمون فى امن وطنهم ومع رجلاً حكم البلاد ثلاث عقود واقترب من نهاية رحلة حياته وهو يبكى ليس ضعفاً او خوفاً ولكن حزناً من الجحود والنكران ومحاولة تشويه صورته وتاريخه ، برغم من انه اعترف امام العالم اجمع فى كلمته التى اعترض عليها من اعترض وانتقدها من انتقد ( انه بشر يخطىء ويصيب ) وانه سوف يتقبل حكم القضاء مهما كان ، ولكنه يرفض التشكيك فى حبه لوطنه وفى شرفه العسكرى .
اللواء محسن الفحام (alfaham-eg.blogspot.com/)
وعند انتهاء الجلسه خرج الجميع منها بهدوء وسكون وتوجه الاعلاميين لرؤية الرئيس الاسبق بعد الانتهاء من كلمته وهو يستعد للعودة الى محبسه وكذلك نجليه ووزير الداخلية الاسبق ، ثم المساعدين الذين رفضوا التحرك الا بعد الاطمئنان على الرئيس الذى كان يعانى من حالة احباط واعياء شديد .. وكان المساعدين فى حالة نفسيه راضيه بعدما اعطت لهم المحكمة الفرصة للدفاع عن انفسهم امام الرأى العام ، ولم تهتز ثقتهم فى انفسهم وكانوا على قناعة ان الله سيجرى حكمه العادل على لسان القاضى الجليل رئيس المحكمه .
انظر ايضا حفل تكريم اللواء محسن الفحام
لم اتطرق فى ما عرضته كما ترون الى الجوانب القانونية فى المحاكمة ، فهذه لها اهلها ولكننى اردت ان اقترب من هؤلاء الذين يصفهم الرأى العام والقضاء بالمتهمين وما هو تأثير ذلك عليهم حيث وجدت قمة الايمان والثقة سواء فى الله او فى انفسهم او فى القضاء وهذه قيمة كبيرة اتمنى ان يتحلى بها ابنائنا من ضباط الشرطة الذين ما زالوا يقومون بواجبهم اتجاه هذا الوطن وهى ضرورة الثقة فى النفس ، وعدم الخوف او التردد اثناء تأديهم لعملهم وواجبهم فالقادم قادم لا محاله فلنواجهم بكل ثبات وشجاعة لانهم يحملون رسالة الحياة الى ابناء هذا الوطن … رسالة الامن والامان … لا بد ان نحملها بكل قوة وجسارة حتى ولو كانت حياتنا ثمناً لها ، فهذا قدرنا منذ ان دخلنا محراب كلية الشرطة .

قد يرى البعض من المغيبين ان كلامى هذا قد يؤثر على سير العدالة ، فيا له من ساذج من يعتقد هذا الاعتقاد المتخلف ، ولكنها فيض مشاعر مازلت احملها لهؤلاء الرجال ومن الصعب ان اتجاهلها او انكرها برغم قناعته ان هناك اخطاء قد حدثت وتجاوزات قد وقعت ولكننا كما قال الرئيس الاسبق / مبارك بشراً نخطىء ونصيب ولا جرم ان نحاسب على اخطائنا … فارجوا منكم ان تقدروا ذلك .

كتب اليكم اللواء محسن الفحام (https://www.youtube.com/watch?v=M5m3xQtISXo)