المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأزمة العالمية و أزمة المال



A7med Baraka
10-17-2008, 04:36 PM
بدون تردد
الإصلاح الاقتصادي*.. ‬والأزمة العالمية

بقلم* :‬محمد برگات

كل التقديرات الموضوعية للمتخصصين في الاقتصاد علي المستويين المحلي والدولي تقول بأن أزمة أسواق المال التي ضربت دون هوادة كل المؤسسات المالية،* ‬والبورصات العالمية،* ‬والبنوك وهيئات الائتمان في العالم،* ‬وانتقلت في لمح البصر من أمريكا إلي أوروبا وآسيا والخليج والشرق الأوسط وغيرها من بقاع المعمورة،* ‬سوف تستمر في تأثيرها وتداعياتها المباشرة وغير المباشرة،* ‬عدة أشهر أخري،*...‬،* ‬وأنها ستنتقل مع دول العالم الي العام الجديد*.‬
وطبقا* ‬لهذه الرؤية،* ‬ودون تهويل أو مبالغة فإن العالم سيشهد ويعيش خلال الأسابيع والشهور المتبقية من العام الحالي *٨٠٠٢‬،* ‬وحتي النصف الأول من العام القادم *٩٠٠٢ ‬علي اقل تقدير،* ‬حالة من حالات الركود والتباطؤ الاقتصادي يأملون في الا تصل الي الكساد الاقتصادي العالمي الشامل،* ‬وهو ما يسعي الجميع لتجنب حدوثه،* ‬وتوقي وقوعه بجميع الوسائل الممكنة*.‬
وفي هذا الاطار* ‬يأمل هؤلاء المتخصصون والخبراء ان تؤدي الاجراءات العاجلة،* ‬والقرارات السريعة التي اقرتها الولايات المتحدة الامريكية،* ‬ومن خلفها أوروبا وبقية الدول للحد من الأزمة،* ‬وأن تكون ماضية علي الطريق الصحيح لانقاذ العالم من شبح كارثة الكساد الشامل الذي يمكن ان تكون له عواقب وخيمة علي الجميع،* ‬وان كان ذلك لن يمنع تأثر ومعاناة دول كثيرة وشعوب عديدة ومئات الملايين من البشر في أماكن كثيرة من العالم*.‬
ودون تهوين أو تقليل من شأن هذه الكارثة أو الأزمة التي اكتسحت أسواق المال في العالم كله نستطيع القول،* ‬طبقا* ‬لرؤية خبراء الاقتصاد،* ‬واعتمادا* ‬علي ما* ‬يرون أنه من الحقائق شبه المؤكدة علي أرض الواقع،* ‬بأن مصر بحمد الله ستكون من الناجين من هذه الكارثة،* ‬وانها ستكون من بين الدول الاقل تعرضا* ‬للتأثيرات المباشرة،* ‬والتداعيات المباشرة لهذه الكارثة او الأزمة*.‬
وهذا الكلام لا نطلقه دون تحرز،* ‬ودون تأن،* ‬كما لا نطلقه مجاملة،* ‬للحكومة فهذا* ‬غير وارد،*...‬،* ‬بل علي العكس من ذلك تماما* ‬نقوله بعد فحص وبحث وتدقيق،* ‬وطبقا* ‬لرؤي واضحة وموضوعية لعديد من المتخصصين والخبراء،* ‬وفي اطار القراءة الموضوعية لحقيقة الامور علي ارض الواقع،* ‬والحالة الآنية للوضع الاقتصادي المصري،* ‬ودون مجاملة لأحد،* ‬وايضا* ‬دون تهوين من شأن الازمة،* ‬ومدي قوتها وفداحة تأثيرها،*...‬،* ‬وايضا* ‬دون تهويل من شأن الاقتصاد المصري او تعظيم قوته*.‬
*< < <‬
وفي اطار المصارحة والشفافية المطلوب من الجميع الالتزام بها نقول ان ذلك لا يعني ان مصر لن تتأثر بالأزمة الحالية التي اكتسحت وتكتسح الجميع،*...‬،* ‬ونقول أيضا* ‬وبوضوح أن مصر ستتأثر ولا يستطيع أحد أن يدعي* ‬غير ذلك،* ‬سواء كان من الخبراء أو المتخصصين أو* ‬غير الخبراء وغير المتخصصين في قضايا وشئون الاقتصاد علي المستوي المحلي أو الدولي،* ‬كما لا يستطيع احد من الحكومة أو الحزب الوطني القول بغير ذلك علي الاطلاق*.‬
ولكن ما يجمع عليه الكل ويتفق عليه الخبراء والمتخصصون في الحزب والحكومة،* ‬ومن بين أساتذة الاقتصاد من* ‬غير العاملين في الحكومة،* ‬وغير المنتمين للحزب الوطني بأن مصر ستتأثر بالقطع بصورة* ‬غير مباشرة ونتيجة التداعيات التي ستنجم عن الأزمة،* ‬وأن هذا التأثر سيشمل قطاعات كثيرة،* ‬يأتي في أولها قطاع الاستثمارات المباشرة القادمة من الخارج،* ‬ويتبعها قطاع التجارة الخارجية وحجم تبادلها،* ‬وهو ما يعني تأثر التصدير،* ‬وكذلك في حجم المرور من قناة السويس،* ‬وحجم العائد من القناة*.‬
وكذلك سيتأثر بالتأكيد قطاع السياحة،* ‬نظرا* ‬لتوقع قلة عدد السائحين في ظل هذه الأزمة،*...‬،* ‬وكل ذلك يؤثر بالقطع علي فرص العمل،* ‬ويؤثر بالتأكيد علي معدل النمو في مصر،* ‬والذي وصل الي ما يزيد علي *٧‬٪* ‬في العام الماضي،* ‬وكنا نتوقع ونعمل لزيادته علي ذلك*.‬
وبالمناسبة،* ‬فإن كل تلك التأثيرات المتوقعة هي نتيجة التداعيات للأزمة،* ‬وما سينجم عنها علي مستوي العالم كله،* ‬حيث ان الولايات المتحدة بدأت تعاني بالفعل من حالة ركود اقتصادي وتباطؤ في جميع القطاعات الاقتصادية،* ‬أخذ في الانتقال إلي أوروبا وغيرها من دول العالم،* ‬وذلك طبيعي،* ‬لأن الولايات المتحدة صاحبة أكبر وأضخم اقتصاد في العالم كله،* ‬والأكثر تأثيرا* ‬علي جميع الاقتصاديات سواء في أوروبا،* ‬أو* ‬غيرها،* ‬نظرا* ‬لتأثيرها المباشر علي حجم الانتاج،* ‬في العالم،* ‬وحركة التجارة والتصدير والاستيراد،* ‬ولكونها ايضا* ‬أكبر سوق استهلاكي في العالم كله،* ‬وهو ما يؤثر بصورة كبيرة علي حجم التصدير من الدول الاخري،* ‬ومنها بالطبع الصادرات المصرية للولايات المتحدة،* ‬وهو حجم ليس بالقليل*.‬
ومن ناحية أخري فإن أسواق أوروبا المستقبلة للصادرات المصرية ستتأثر أيضا* ‬نتيجة الأزمة وقلة السيولة المتاحة هناك،* ‬وذلك بالقطع سيمتد إلي قلة عدد السائحين الأوروبيين،* ‬والأمريكان،* ‬وغيرهم،*...‬،* ‬وهو ما دعانا للقول بأن السياحة أيضا* ‬ستتأثر عندنا،*...‬،* ‬ولكن بالرغم من ذلك كله يجب أن نعرف أن هذه تأثيرات قليلة وان كانت* ‬غير هامشية*.‬
*< < <‬
ونقول أنها قليلة بالقياس بفداحة التأثير الكارثي المباشر للازمة علي أوروبا بعد أمريكا،* ‬وكذلك علي بلدان أخري كثيرة بعدهما،* ‬وهو ما رأيناه وتابعناه خلال الاسابيع القليلة الماضية،* ‬من انهيار لأسواق المال في كل هذه البلاد،* ‬وما حدث من افلاس لبنوك كبيرة ومؤسسات مالية ضخمة،* ‬وشركات ائتمان مهولة،* ‬وخسائر تتجاوز المليارات،* ‬من الدولارات،* ‬واليورو،* ‬والاسترليني،* ‬وتدخل الي نطاق التريليونات،* ‬وهو ما يعني أرقاما فلكية لنا ولغيرنا من مواطني العالم النامي،*...‬،* ‬بل وايضا* ‬بالنسبة للعالم المتقدم أو فوق النامي*.‬
ونقول أيضا* ‬ان تجنيب مصر التأثيرات المباشرة والمدمرة لهذه الأزمة العالمية الكاسحة لم يأت بالصدفة الحسنة،* ‬ولم يحدث نتيجة حسن النوايا،* ‬أو حسن الحظ،* ‬ولكنه للحقيقة وللتاريخ جاء نتيجة مباشرة لسياسات اقتصادية سليمة وشجاعة في اطار خطة الاصلاح الاقتصادي المصري التي قطعنا شوطا* ‬طويلا* ‬في تنفيذها من جانب الحكومة،* ‬كترجمة مباشرة لما تم وضعه في الحزب من سياسات محددة خلال السنوات الخمس* ‬الماضية بصفة عامة والسنوات الثلاث الماضية علي وجه الخصوص وهو ما أحدث نقلة نوعية كبيرة في الاقتصاد المصري*.‬
وهذه النقلة هي التي مكنت بنوك مصر ومؤسساتها المالية والمصرفية من النجاة من الأزمة،* ‬والسلامة من تأثيرها المباشر الذي رأيناه في حالات الانهيار والافلاس التي اصابت أكبر بنوك ومؤسسات العالم في امريكا وأوروبا وغيرها*.‬
ومن هنا نري أن عملية الاصلاح الاقتصادي التي تمت بنجاح في مراحلها الأولي،* ‬وفي الجهاز المالي والنظام المصرفي بالذات هي التي اعطتنا صدق القول اليوم بأن بنوك مصر ومنظومتها المالية آمنة تماما،* ‬وبعيدة كل البعد عما حدث ويحدث في اسواق المال بالعالم،*...‬،* ‬وهي التي مكنتنا من القول بقوة وصدق،* ‬ان كل ايداعات المصريين آمنة تماما* ‬في بنوك مصر،* ‬وانها مكفولة بالكامل من الدولة*.‬
واذا كنا نري من حقنا ان نوجه النقد للحكومة،* ‬اذا ما قصرت في الأداء بصفة عامة،*...‬،* ‬أو تهاونت في الوفاء بواجبها ومهمتها في خدمة الجماهير ورعايتهم،*...‬،* ‬فإن الحق والواجب يقتضي في نفس الوقت،* ‬أن نشيد بها إذا ما أحسنت،* ‬وأدت واجبها علي القدر الواجب من الكفاءة والالتزام*.‬
لذلك فمن المهم أن نقول اليوم للحكومة لقد احسنت في أداء دورك،* ‬ولقد أحسنت في الاصلاح الاقتصادي،*...‬،* ‬وفي تنفيذ سياسات الحزب الوطني ورؤيته،* ‬وأفكاره الجديدة،* ‬والمتجددة في الاصلاح،*...‬،* ‬ونقول لهم أيضا* ‬أن الاستمرار علي طريق الاصلاح ضرورة لابد منها،* ‬لتحقيق التنمية،* ‬ومواجهة الأزمات الطارئة التي تفرض نفسها علينا في عالم متغير ومتصل في نفس الوقت،* ‬في ظل العولمة،* ‬وثورة الاتصالات*.‬
*< < <‬
والمتابع لأزمة أسواق المال العالمية،* ‬التي اكتسحت الولايات المتحدة الأمريكية،* ‬وأوروبا،* ‬وآسيا،* ‬وغيرها من دول وقارات العالم،* ‬والمتتبع لتصاعد تأثيرها خلال الأيام الماضية،* ‬وقدر الخسائر الجسيمة التي نجمت عنها،* ‬وقدر الفزع والرعب الذي انتاب رجال المال،* ‬والبنوك،* ‬وجميع المؤسسات والشركات العاملة في الائتمان،*...‬،* ‬وأيضا* ‬الفزع والاحباط الذي أصاب عموم الناس وخاصتهم بوصفهم من المتعاملين مع هذه البنوك،* ‬وتلك المؤسسات بصورة أو بأخري،*...‬،* ‬يدرك أن مصر بالفعل،* ‬وبحمد الله،* ‬كانت ولا تزال الأقل تأثرا* ‬علي الاطلاق بين الدول نتيجة الأزمة*.‬
ويدرك في ذات الوقت أن قلة التأثر هذه،* ‬ترجع في أساسها وجوهرها إلي ما تحقق من نجاح علي طريق الاصلاح الاقتصادي خلال السنوات الماضية،* ‬والسنوات الثلاث* ‬الأخيرة علي وجه الخصوص،* ‬وما تم فيها من اعادة تأهيل واصلاح شامل لمنظومة البنوك والمصارف المصرية،* ‬والتي حولتها إلي كيانات قوية قادرة علي العمل بكفاءة كاملة،* ‬وقادرة علي مواجهة التحديات،* ‬والصمود في وجه العواصف المالية الدولية*.‬
ويدرك أيضا،* ‬أن المنظومة الشاملة للإصلاح الاقتصادي والتي شملت الضرائب،* ‬والجمارك،* ‬والاستثمار،*...‬،* ‬والتصدير،* ‬وفتح الأسواق العالمية،* ‬واقامة المشروعات،* ‬وحل مشاكل المستثمرين،* ‬وتخفيف اجراءات اقامة الشركات،* ‬هي التي مكنت مصر من تحقيق معدل تنمية مرتفع،* ‬وهي ايضا* ‬التي مكنتنا من الثقة في قدرتنا علي مواجهة هذه الازمة،* ‬والثقة في امكانية النجاة من تأثيراتها المباشرة والخطرة*.‬
*< < <‬
والمتابع لهذه الأزمة العالمية يلاحظ قبل ذلك وبعده،* ‬سرعة انتقالها من بلد المنشأ إذا جاز التعبير إلي جميع الدول والقارات في زمن قياسي،* ‬يكاد يحسب بالساعات،* ‬وليس بالأيام،* ‬ولولا فروق التوقيت المختلفة بين دول وأخري،* ‬واختلاف مواعيد اغلاق وفتح البورصات،* ‬ومواعيد الاجازات،* ‬لكان زمن الانتقال أقل من الساعات*.‬
ونتيجة لهذه السرعة في الانتقال للأزمة من بلد المنشأ التي هي أمريكا،* ‬إلي* ‬غيرها من الدول،* ‬نستطيع القول أن العالم أمسي وهو* ‬يري بداياتها في واشنطن،* ‬ثم أصبح ليجدها تغمر كل بلاد العالم،* ‬وتجتاح بخسائرها أسواق المال في لندن،* ‬وباريس،* ‬وبرلين،* ‬وطوكيو،* ‬وموسكو،* ‬وسنغافورة،* ‬والرياض،* ‬وأبوظبي والمنامة،*...‬،* ‬وغيرها من عواصم العالم*.‬
وهنا يجب أن نتوقف طويلا* ‬جدا* ‬أمام هذه الظاهرة،* ‬وأن نأخذ الدرس والعبرة من ذلك الانتقال السريع والخاطف للأزمة،* ‬وتحولها بين ليلة وضحاها إلي أزمة عالمية،* ‬وهو ما يعني أننا بالفعل أصبحنا أمام عالم مختلف تماما* ‬عن العالم الذي اعتدنا عليه خلال السنوات الماضية،*...‬،* ‬وان هذا الاختلاف أصبح جسيما* ‬جدا،* ‬وملموسا* ‬جدا،* ‬حيث سقطت جميع الحواجز بين الدول،* ‬وزالت جميع الفواصل بينها،* ‬وأصبح العالم منفتحا* ‬تماما* ‬علي بعضه البعض،* ‬وأصبحت كلمة العولمة،* ‬والسماوات المفتوحة والمتصلة ذات معني،* ‬وذات مضمون علي أرض الواقع،* ‬يصعب تجاهله أو إنكاره،* ‬بفضل التطور الهائل في أجهزة ووسائل الاتصال،* ‬وانتشار وكفاءة شبكة المعلومات الدولية التي نقلت العالم كله علي شاشة لا تزيد علي كف اليد*.‬
ونتيجة لذلك،* ‬أعتقد،* ‬أنه أصبح من الضروري جدا،* ‬أن نرفع من قدرتنا علي التعامل مع هذا العالم الجديد،* ‬الذي أصبحنا علي اتصال وثيق به،*...‬،* ‬بل علي ارتباط وثيق ودائم به*.‬
*< < <‬
وفي ضوء ذلك كله،* ‬أحسب أنه من الضروري،* ‬أن* ‬يكون شاغلنا الأول في مصر الآن،* ‬حساب كافة الأثار المتوقعة علي كل القطاعات الاقتصادية،* ‬سواء في الجهاز المالي والمصرفي،* ‬والاستثمارات،* ‬والسياحة،* ‬ومشروعات الانتاج،* ‬والخدمات،* ‬وفرص العمل،* ‬وقناة السويس،*...‬،* ‬وغيرها،*...‬،* ‬واعداد خطة مدروسة واضحة واقعية للمواجهة وتقليل الخسائر وتعظيم الفائدة والبحث عن الايجابيات،*...‬،* ‬وأن* ‬يكون هدفنا جميعا الحفاظ علي معدل نمو مرتفع قدر الإمكان*.‬
وأعرف أن ذلك هو المعمول به الآن،*...‬،* ‬وأن الكل مشغولون بذلك،* ‬سواء في الحكومة أو الحزب،* ‬تنفيذا* ‬لتوجيهات واضحة ومحددة من الرئيس مبارك منذ البدايات الأولي للأزمة،*...‬،* ‬وهذا* ‬يبعث علي الإطمئنان،* ‬ويدعوا للتفاؤل*.‬

seimoo
10-17-2008, 06:02 PM
الله ينور
هحاول اكمل وأجيب موضوعات تانية