mib2xx2
06-20-2017, 05:47 AM
تحميل كتاب – الحداثة السائلة pdf
https://www.1000lela.com/images/download-2.png (https://www.1000lela.com/ra.php?aHR0cHM6Ly93d3cuYmxvZ2dlci5jb20v=)
https://www.1000lela.com/wp-content/uploads/2017/06/download-9.jpg
لم يعد بوسعنا أن نطيق أي شيء يدوم، لم نعد تعرف كيف يمكننا أن نفيد من الملل”..
بهذه الألفاظ لبول فاليري يستهل زيجمونت باومان كتابه عن الحداثة السائلة، وهو استهلال له دلالة في سياق ما يريد أن يقوله باومان في ذلك الكتاب، وهو أن العالم يتجه نحو كثير من السرعة والميوعة والتبدل المستمر إلى حد غير من طبيعة الإنسان المعاصر ذلك الذي لم يعد يحتمل أشكال الثبات والديمومة، وهو إنسان الحداثة السائلة ذلك الذي يجرب باومان أن يحللها في ذلك الكتاب.
ويأتي ذلك لكتاب ضمن سلسلة عملت الشبكة العربية للأبحاث والنشر على ترجمتها، وهناك تكملة لها بكتاب الحب السائل والحياة السائلة وغيرها.. وقد استمت كتابات باومان بالنقدية لنمط الحياة المعاصر، وعلى نحو يرصد التحولات الأخيرة في الحداثة والتي لم تلحقها النظرية النقدية.
يستعمل باومان لفظة “سائل” بالاستعارة من طبيعة المواد الفيزيائية، فالمواد السائلة تتميز عن المواد الصلبة بعدم قدرتها على الاحتفاظ بقوى التماسك بين مكوناتها في حالة السكون، وفي أنها لا يمكن أن تحتفظ بشكلها بسهولة. بمعنى أنها لا تحتفظ بشكل محدد لمدة طويلة من الزمن، وتكون بإسنمرار على استعداد إلى تغييره بحسب جريان الزمن، وذلك على عكس المواد الصلبة تلك التى تأخذ أبعاداً مكانية واضحة، لكنها تحيد التأثيرات الخارجية، مما يقلل من قيمة الزمن والتغير.
وفي حين تحرك المواد السائلة بسهولة، وتخرج سالمة حينما تلتقي المواد الصلبة؛ تؤثر المواد السائلة على الصلبة حينما تلتقيها، فإنها تتعرض للتغير، أو تصير رطبة أو منتقعة.
https://www.1000lela.com/images/down.png (https://www.1000lela.com/ragift.php?aHR0cHM6Ly93d3cuYmxvZ2dlci5jb20v=)
ومن تلك الاستعارة، يصف باومان مسار الحداثة باعتباره عملية إذابة لجميع ما هو صلب، وهو ما تجلى في دعوات التحرر من الماضي المستبد، والتنصل من الدين والمقدس، وتحطيم وتجاوز العادات والتقاليد والولاءات تلك التى تثقل كاهل الفرد. وهذا التغير لم يلغيِ وجود مواد صلبة، فقد كان يهدف إلى إظهار مواد صلبة حديثة معدلة بديلة عن المواد الصلبة القديمة الناقصة.
فقد كان الدخول في الحداثة وبناء نظام حديث يستوجب إذابة المواد الصلبة تلك التى تقف في طريق الحساب العقلاني للنتائج، وهو عبر عنه ماكس فيبر بقوله “تحرير المبادرة والإقدام من قيود الواجبات العائلية ومن النسيج الكثيف ذلك الذي يميز الالتزامات الأخلاقية”.
ويقتضي ذلك تحرير عملية التتبادل مع المالي والمادي بين البشر من أسر العلاقات الاجتماعية التقليدية، وإبدالها بالمعايير العقلانية والاقتصادية. وقد تجلى ذلك في الفصل التدريجي للاقتصاد عن تشابكاته الثقافية والأخلاقية والسياسية، وتأسيس نظام حديث يتحدد بلغة الاقتصاد. وهو نتاج تحرير السوق والأفكار الليبرالية عن تحرير الفرد.
لكن المواد الصلبة تلك التى أحلتها الحداثة ربما تعرضت بدورها إلى موجة من السيولة غيّر من معالمها الأصلية على نحو أفقدها قيم الثبات والثقل تلك التى كانت تتسم بها. وهو ما يرصده ذلك الكتاب في مسارات متعددة.
لكن يبدو أن تلك التغيرات تلك التى كانت لها آثار سلبية على الفرد والمجتمع لم تحظ بالنقد والسعي نحو التجاوز، فيعتبر باومان أن معضلة المجتمع المعاصر هو أنه توقف عن مسائلة نفسه، وكأنه لم يعد يجد أي بديل عن نفسه، وهذا لا يعني أنه توقف عن النقد، لكن النقد الموجه عاجز عن تفعيل نفسه وتطبيقه على الواقع، فبالرغم من الحرية الممكنة في ذلك المجتمع، إلا أنه يصاحبها عجز غير مسبوق بتعبير ليفي شتراوس.
فالنقد ذلك الذي يتلقاه المجتمع لا يُأخذ به، أو أحيانا يُسمح ببقاءه من دون أن يتاح له التأثير في بنية النظام. وحتى من يمارس النقد أو الشكوى على طبيعة ذلك النظام، ربما لا يصل في نقده إلى مرحلة الوعي بوجود خلل في الفلسفة تلك التى يقوم عليها.
https://www.1000lela.com/images/download-1.gif (https://www.1000lela.com/ra.php?aHR0cHM6Ly93d3cuYmxvZ2dlci5jb20v=)حمل من هنا (https://www.1000lela.com/book2/?xxxx/download/28928)
المصدر
تحميل كتاب الحداثة السائلة pdf (https://www.1000lela.com/%d8%aa%d8%ad%d9%85%d9%8a%d9%84-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%af%d8%a7%d8%ab%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a7%d8%a6%d9%84%d8%a9-pdf/)
https://www.1000lela.com/images/download-2.png (https://www.1000lela.com/ra.php?aHR0cHM6Ly93d3cuYmxvZ2dlci5jb20v=)
https://www.1000lela.com/wp-content/uploads/2017/06/download-9.jpg
لم يعد بوسعنا أن نطيق أي شيء يدوم، لم نعد تعرف كيف يمكننا أن نفيد من الملل”..
بهذه الألفاظ لبول فاليري يستهل زيجمونت باومان كتابه عن الحداثة السائلة، وهو استهلال له دلالة في سياق ما يريد أن يقوله باومان في ذلك الكتاب، وهو أن العالم يتجه نحو كثير من السرعة والميوعة والتبدل المستمر إلى حد غير من طبيعة الإنسان المعاصر ذلك الذي لم يعد يحتمل أشكال الثبات والديمومة، وهو إنسان الحداثة السائلة ذلك الذي يجرب باومان أن يحللها في ذلك الكتاب.
ويأتي ذلك لكتاب ضمن سلسلة عملت الشبكة العربية للأبحاث والنشر على ترجمتها، وهناك تكملة لها بكتاب الحب السائل والحياة السائلة وغيرها.. وقد استمت كتابات باومان بالنقدية لنمط الحياة المعاصر، وعلى نحو يرصد التحولات الأخيرة في الحداثة والتي لم تلحقها النظرية النقدية.
يستعمل باومان لفظة “سائل” بالاستعارة من طبيعة المواد الفيزيائية، فالمواد السائلة تتميز عن المواد الصلبة بعدم قدرتها على الاحتفاظ بقوى التماسك بين مكوناتها في حالة السكون، وفي أنها لا يمكن أن تحتفظ بشكلها بسهولة. بمعنى أنها لا تحتفظ بشكل محدد لمدة طويلة من الزمن، وتكون بإسنمرار على استعداد إلى تغييره بحسب جريان الزمن، وذلك على عكس المواد الصلبة تلك التى تأخذ أبعاداً مكانية واضحة، لكنها تحيد التأثيرات الخارجية، مما يقلل من قيمة الزمن والتغير.
وفي حين تحرك المواد السائلة بسهولة، وتخرج سالمة حينما تلتقي المواد الصلبة؛ تؤثر المواد السائلة على الصلبة حينما تلتقيها، فإنها تتعرض للتغير، أو تصير رطبة أو منتقعة.
https://www.1000lela.com/images/down.png (https://www.1000lela.com/ragift.php?aHR0cHM6Ly93d3cuYmxvZ2dlci5jb20v=)
ومن تلك الاستعارة، يصف باومان مسار الحداثة باعتباره عملية إذابة لجميع ما هو صلب، وهو ما تجلى في دعوات التحرر من الماضي المستبد، والتنصل من الدين والمقدس، وتحطيم وتجاوز العادات والتقاليد والولاءات تلك التى تثقل كاهل الفرد. وهذا التغير لم يلغيِ وجود مواد صلبة، فقد كان يهدف إلى إظهار مواد صلبة حديثة معدلة بديلة عن المواد الصلبة القديمة الناقصة.
فقد كان الدخول في الحداثة وبناء نظام حديث يستوجب إذابة المواد الصلبة تلك التى تقف في طريق الحساب العقلاني للنتائج، وهو عبر عنه ماكس فيبر بقوله “تحرير المبادرة والإقدام من قيود الواجبات العائلية ومن النسيج الكثيف ذلك الذي يميز الالتزامات الأخلاقية”.
ويقتضي ذلك تحرير عملية التتبادل مع المالي والمادي بين البشر من أسر العلاقات الاجتماعية التقليدية، وإبدالها بالمعايير العقلانية والاقتصادية. وقد تجلى ذلك في الفصل التدريجي للاقتصاد عن تشابكاته الثقافية والأخلاقية والسياسية، وتأسيس نظام حديث يتحدد بلغة الاقتصاد. وهو نتاج تحرير السوق والأفكار الليبرالية عن تحرير الفرد.
لكن المواد الصلبة تلك التى أحلتها الحداثة ربما تعرضت بدورها إلى موجة من السيولة غيّر من معالمها الأصلية على نحو أفقدها قيم الثبات والثقل تلك التى كانت تتسم بها. وهو ما يرصده ذلك الكتاب في مسارات متعددة.
لكن يبدو أن تلك التغيرات تلك التى كانت لها آثار سلبية على الفرد والمجتمع لم تحظ بالنقد والسعي نحو التجاوز، فيعتبر باومان أن معضلة المجتمع المعاصر هو أنه توقف عن مسائلة نفسه، وكأنه لم يعد يجد أي بديل عن نفسه، وهذا لا يعني أنه توقف عن النقد، لكن النقد الموجه عاجز عن تفعيل نفسه وتطبيقه على الواقع، فبالرغم من الحرية الممكنة في ذلك المجتمع، إلا أنه يصاحبها عجز غير مسبوق بتعبير ليفي شتراوس.
فالنقد ذلك الذي يتلقاه المجتمع لا يُأخذ به، أو أحيانا يُسمح ببقاءه من دون أن يتاح له التأثير في بنية النظام. وحتى من يمارس النقد أو الشكوى على طبيعة ذلك النظام، ربما لا يصل في نقده إلى مرحلة الوعي بوجود خلل في الفلسفة تلك التى يقوم عليها.
https://www.1000lela.com/images/download-1.gif (https://www.1000lela.com/ra.php?aHR0cHM6Ly93d3cuYmxvZ2dlci5jb20v=)حمل من هنا (https://www.1000lela.com/book2/?xxxx/download/28928)
المصدر
تحميل كتاب الحداثة السائلة pdf (https://www.1000lela.com/%d8%aa%d8%ad%d9%85%d9%8a%d9%84-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%af%d8%a7%d8%ab%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a7%d8%a6%d9%84%d8%a9-pdf/)