حماية الملكية الفكرية.. تحديات وطموحات تجمع القاهرة وباريس

2/3/2009

http://www.barakasoft.com/vb/images/blank.gif
http://galileosm.galileosolutions.ne...3EFF8EDDB7.jpg فعاليات المؤتمر
عقدت الجمعية الفرنسية لمكافحة الجريمة الالكترونية بفرنسا بالتعاون مع مركز الدراسات والوثائق الاقتصادية والقانونية والاجتماعية "مؤتمر تكنولوجيا المعلومات وتحديات حماية حقوق الملكية الفكرية"، أواخر الشهر الماضي بالمركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة.





ويأتي هذا المؤتمر في إطار إستراتيجية الجمعية التي تهدف لمكافحة الجريمة الإلكترونية بشتى أنواعها، والنهوض بحقوق المؤلف ودعم الإبداع وصيانة حقوق المبدعين ومحاربة القرصنة، وذلك بالتعاون مع وزارة الخارجية الفرنسية والمركز الثقافي الفرنسي وبدعم شركة راديو وتليفزيون العرب ART .





وقد شارك في هذا المؤتمر ممثلون للقطاعات الحكومية والإدارات والمؤسسات المعنية والمهنية والمبدعون والأساتذة والخبراء والإعلاميون ورجال القضاء والمحامون وفعاليات المجتمع المدني.



وتناول المؤتمر عدة موضوعات تتعلق بحماية العلامات التجارية والملكية الصناعية وحماية المحتوي المعلوماتي عبر شبكة الإنترنت، كما تناولت سبل مكافحة القرصنة في مجال البث التليفزيوني، كما استعرض المؤتمر الصور المختلفة لحماية الملكية الفكرية في قارة أفريقيا وعلى الأخص في جنوب أفريقيا، كما تناول الحماية الجنائية لحق المؤلف وكذلك تم استعراض بعض الصور التقنية المختلفة لاختراق أجهزة الحاسب الآلي وشبكات الاتصال.





الملكية الصناعية وتكنولوجيا المعلومات






دكتور سامي يتحدث في المؤتمر
ومن جانبه، تحدث الدكتور سامي عبد الباقي أبو صالح أستاذ القانون التجاري بحقوق القاهرة والمستشار القانوني لرئيس الهيئة العامة لسوق المال عن الملكية الصناعية وتكنولوجيا المعلومات ، مشيرا إلي تعريف الملكية الصناعية وهى عبارة عن مجموعة من المعلومات التي يتم حمايتها عن طريق القانون وذلك حسب محتوى المعلومة فهناك معلومة تتوفر فيها براءات اختراع يتم حمايتها ببراءات اختراع، وهناك معلومة تتوافر فيها علامة تجارية وبالتالي يتم حمايتها بعلامة تجارية، كما يوجد معلومة تشكل قيمة اقتصادية وذلك مثل الشركات التي تكون أصولها معرفية فتكون قيمتها السوقية مرتفعة عن الشركات ذات الأصول المادية.





وعن حقوق الملكية الصناعية، أكد سامي أنها تنقسم إلى جزئيتين براءات الاختراع والعلامة التجارية ، مشيرا إلي أن العلامة التجارية عبارة عن إشارة أو دلالة يضعها التاجر على منتج أو خدمة يقدمها أو منتج يقوم ببيعه أو منتج يقوم بصناعته ويختلف نوع العلامة حسب نوع النشاط التي يسوق عن طريقها العلامة، فإذا كانت العلامة موضوعة على منتج يتم بيعه فهذه علامة تجارية ، إما إذا كانت العلامة موضوعة على منتج شخص قام بصناعته تسمى علامة صناعية، إما إذا كانت العلامة موضوعة على منتج يقدم خدمة تسمى علامة خدمية.




وأكد سامي أن العلامة التجارية قد تتخذ أشكال أو أسماء أو رسوم أو أرقام أو صور، و لكنه يجب أن تتدرج هذه العلامة من خلال المشرع عن طريق البصر، فالعلامة تميز منتج عن منتج أما الأسم يميز منشأة عن منشأة.





وأشار سامي إلى ضرورة توافر شروط معينة في العلامة لكي يتم تسجيلها ، وهي أن تكون علامة مميزه وذلك حتى يتحقق الهدف منها، وأن تكون جدية حتى يمكن تسجيلها، بالإضافة إلي ضرورة أن تكون العلامة التجارية مشروعة.


وأفاد سامي بأن ملكية العلامة تثبت بواقعة الاستعمال وليس بواقعة التسجيل فالعبرة في تقدير ملكية العلامة التجارية هي بأسبقية استعمالها وليس بأسبقية تسجيلها.





ويعتبر تسجيل العلامة قرينة على ملكيتها لمن سجلت باسمه، ولكنها قرينة بسيطة تقبل إثبات العكس، بمعني أى يستطيع من سبق له استعمالها أن تثبت عدم أحقية من سجلت باسمه العلامة، ولكن إذا اقترن التسجيل باستعمال العلامة خلال 5 سنوات متتالية للتسجيل فإن هذا يعد قرينه قانونية قاطعة على ملكيتها ، كل ذلك ما لم يكن التسجيل قد تم بسوء نية، ويمكنك حماية العلامة بتسجيلها، فإن لم تكن مسجلة لم تستطيع حمايتها.





وأوضح سامي أنه كثيراً ما يتم تسخير تكنولوجيا المعلومات للاعتداء على العلامة التجارية من خلال أسماء الدومين أو المواقع الالكترونية.. وتتلخص المشكلة في قيام أشخاص طبيعيون وإعتباريون باتخاذ عناوين مواقع الكترونية على شبكة الإنترنت لعرض بضائعهم بعلامات تجارية عالمية مشهورة فهذا يعتبر تعدي على صاحب العلامة التي قام بتسجيلها.





فإذا وقع الاعتداء هناك أمرين ، طلب حماية العلامة ولكن في هذا الوقت لابد أن تكون مسجلة ولكن ذلك يختلف مع العلامات المشهورة فهي في حماية دون أن تكون مسجلة.





الملكية الفكرية وبراءات الاختراع






محررة محيط تتسلم شهادة المؤتمر
وفي هذه الجزئية تحدث الدكتور محمد سعيد عبد العاطي أستاذ الحماية الجنائية للملكية الفكرية، عن الملكية الفكرية والاتجاه العالمي سواء القانوني أو الفقهي، حيث أعطي الملكية الفكرية تعريفاً ذا طابع إجمالي أنه " الحقوق التي ترد على شيء غير مادي".





والبعض عرفها بأنها "سلطة مباشرة يعطيها القانون للشخص على كافة منتجات عقله وتفكيره وتمنحه إمكانية الاستئثار والانتفاع بما تدر عليه هذه الأفكار من مردود مالي للمدة المحددة قانوناً ودون منازعة او اعتراض من أحد.





وقد آثار عبد العاطي في هذه الجزئية سؤال بشأن براءات اختراع التي أثارت كثيراً من الجدل في الفقه.. وهى شخص قد توصل إلى حيازة ابتكار ويحتفظ به بوصفه سر من أسرار المعرفة التقنية وقد يفاجأ بشخص آخر يقدم طلباً للحصول على براءة الاختراع محلها الابتكار ذاته ويمنح البراءة فعلاً .. وهنا يثور سؤال مهم تنطوي عليه من الجدير بالحماية،

فبالطبع الشخص الأول "حائز" لكنه لم يقم بتسجيل، ولكن الجدير بالحماية الشخص الذي سجل البراءة.





وأكد عبد العاطي أن هناك اختراعات لا يجوز منح براءة عنها فالمشرع لم يعالج هذا الموضوع ولكن هناك بعض أمثلة للبراءات التي لا يجوز براءة عنها ومنها النانو تكنولوجي حتى لو توافرت جميع الشروط.






توصيات جديرة بالاهتمام







توصيات المؤتمر
وفي النهاية خرج المؤتمر بعدة توصيات، يمكن إبرازها في النقاط التالية :





1 - نشر الوعي بثقافة احترام حقوق الملكية الفكرية وحمايتها على شبكة الإنترنت والوسائط الرقمية وذلك من خلال حملات توعية عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقرؤءة.





2- حث منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحكومية والهيئات الإدراية على احترام مضامين القانون المنظم لخفوق المؤلف والملكية الفكرية.





3- العمل على تطوير وتحديث القوانين المعنية بحماية حقوق الملكية الفكرية ومكافحة القرصنة والتقليد.





4- سن تشريعات وقوانين لمكافحة الأفعال غير المشروعة على شبكة الإنترنت وحماية المحتوى المعلوماتي وعدم تجريم هذه الأفعال بالنصوص التشريعية التقليدية.





5- التعاون مع الهيئات الدولية والمنظمات الأجنبية والمؤسسات الوطنية المعنية بحقوق المؤلف وحماية العلامات التجارية والملكية الصناعية في مختلف المجالات.





6- متابعة عقد المؤتمرات والندوات والملتقيات العلمية التي تتناول موضوعات الملكية الفكرية على نحو يسهم في أقصى حماية للمبدعين ومكافحة القرصنة