End Google Ads 201810 - BS.net 01 --> شاب سعودي يقود «غوغل» في المنطقة العربية الناشئة

شاب سعودي يقود «غوغل» في المنطقة العربية الناشئة
الخميس, 18 أغسطس 2011


الرياض – أحمد بن حمدان
على مائدة سحور رمضاني، بدا الشاب السعودي عبدالرحمن طرابزوني الذي يقود عملاق شبكة الإنترنت (غوغل) في المنطقة العربية الناشئة، متحمّساً وهو يشرح للحضور فجر أمس، ثورة السعوديين على الإنترنت والتسارع الهائل في معدلات استخدامهم لتطبيقاته ومبادرات الشركة للسوق السعودية وأسواق المنطقة في الفترة المقبلة.

لم يكل ولم يمل وهو يجيب على أسئلة الإعلاميين طوال ساعتين ونصف الساعة، ويؤكد لهم أنه من المهم للاقتصاد السعودي أن يكون إحدى وسائل تنويع مصادر الدخل فيه، الاستثمار في التقنية وتحديداً في الانترنت، ويشرح لهم كيف أن زيادة معدل استخدام السعوديين للشبكة العنكبوتية 60 في المئة عن الوضع الحالي سترفع معدل إجمالي الناتج المحلي في الاقتصاد الوطني بنسبة ست نقاط، اذ يبلغ متوسط ما يقضيه السعودي على الانترنت حالياً 136 دقيقة يومياً تقابلها 133 دقيقة تقضى على التلفزيون.

واستمر عبدالرحمن في كشف مبادرات «غوغل» في السوق السعودية، والتي يجزم بأنها ستحسن من أداء الاقتصاد الوطني، اذ أشار إلى أنهم يعملون مع الغرف التجارية والوزارات لإطلاق مشروع يزيد من كفاءة المنشآت المتوسطة والصغيرة التي تعد إحدى ركائز الاقتصاد في البلد، وذلك من خلال تسهيل عملية إطلاق هذه المنشآت لأعمالها عبر الشبكة العنكبوتية وعرض منتجاتها مباشرة، ليراها المستهلكون في جميع بقاع الكرة الأرضية، ويتواصلوا معها لاقتناء منتجاتها، وهو أمر يزيد من مبيعات هذه المنشآت ويساعد في دعم إجمالي الناتج المحلي، ويضيف إلى قوة ومتانة الاقتصاد السعودي طاقة إضافية، فرفع كفاءة هذه الشركات يزيد بدوره من كفاءة الاقتصاد.

وأشبع فضول الموجودين وهو يفصّل لهم المهمات التي تستهدف «غوغل» القيام بها في السوق السعودية، وهي إثراء المحتوى العربي عبر إطلاق عدد كبير من المبادرات في هذا الجانب تشمل المشاريع الحديثة منها، إبرام اتفاقات مع شركات اتصالات لتسهيل دخول المستخدمين على الانترنت وعلى برمجيات غوغل بأقل كلفة وبشكل شبه مجاني من أجل زيادة المحتوى العربي وتحفيز المبدعين على صنع المحتوى ونثر إبداعاتهم عبر الشبكة العنكبوتية، مع سعي الشركة الحثيث نحو تعريب المحتوى والربط بينه وبين الثقافة المحلية للسعوديين لتلبي برامج «غوغل» حاجاتهم ورغباتهم، ومن هذا إطلاق (يوتيوب السعودية) في شهر شباط (فبراير) الماضي، و(خرائط السعودية)، وهي سياسة يقول انها ستستمر في جميع تطبيقات الشركة، إلى جانب عقد «غوغل» شراكة مع المبدعين السعوديين عبر اليوتيوب وتحديداً مقاطع الفيديو التي تنتقد باحترافية قضايا المجتمع السعودي، إذ يشارك هؤلاء الشركة في أرباح مادية تختص بمقاطعهم، وذلك لتشجيعهم على الاستمرار ومواصلة إبداعاتهم المساهمة أيضاً في إثراء المحتوى العربي.

وكان طرابزوني متأثراً عاطفياً عندما أظهر أول إحصاء رسمي عن قناة الحرم المكي عبر اليوتيوب التي أطلقتها الشركة بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام اخيراً، اذ تجاوز عدد من دخلوا على هذه القناة أكثر من مليوني مستخدم من 83 دولة حول العالم خلال فترة وجيزة، اذ صنعت هذه المبادرة حواراً حياً بين المسلمين وغير المسلمين عن شعائر الدين الإسلامي وهم يشاهدون الكعبة والطائفين بها مباشرة، ويدور هذا الحوار عادة في موقع بث القناة نفسه، وهي مبادرة كبيرة جداً لإثراء المحتوى كما يقول كانت وزارة الثقافة والإعلام مرنة في تنفيذها ونجحت نجاحاً مميزاً وفي وقت قياسي مقارنة ببقية الوزارات في الدول الأخرى.

وأكد عبدالرحمن أنه بما أن 96 في المئة من عوائد الشركة المالية تحصل عليها من الإعلانات الدعائية عبر الإنترنت، فإن مهام منظمة «غوغل» في السعودية، وضع خطط استراتيجية للشركات المحلية من أجل زيادة استثماراتها عبر تشجيعها على استخدام هذا النوع من الإعلانات وهو بديل ناجح عن الإعلانات التقليدية، إلا أن المنشآت السعودية ما زالت بحسب ما يذكر تتجه لاستخدام الإعلان التقليدي ولم يتجاوز إعلانها عبر الانترنت مبلغ 30 مليون دولار تعادل 2 في المئة من إجمالي حجم الإنفاق الإعلاني في السعودية، وفي الوقت نفسه ألمح طرابزوني إلى أن هناك نمواً مطرداً في هذا الجانب، اذ تزيد هذه المعدلات بنسبة 50 في المئة، وهو الأمر الذي قد يجعل حجم سوق الإعلان عبر الانترنت يصل 100 مليون دولار خلال الأعوام الأربعة المقبلة.

وعن الربيع العربي والثورات السياسية التي تشهدها المنطقة، لم يخف عبدالرحمن التزام منظمته بمنهج يعتمد على الحيادية من كل هذا، فمحرك بحثهم الذي وضع الصورة المشوّهة لـ«ميشيل أوباما» زوجة الرئيس الأميركي كأول صورة وفقاً لخوارزمياته، ولم يحذفها مكتفياً بالاعتذار وتوضيح منهجه، لن يبتعد عن هذه الحيادية وهذا المنهج في تعامله مع الثورات العربية.

وذكر أن «غوغل» تسعى حالياً لتطوير شبكتها الاجتماعية (غوغل +)، اذ أطلقت النسخة التجريبية التي بلغ مستخدميها في ثلاثة أسابيع 20 مليون مستخدم، فتعمل الشركة جاهدة لتكون هذه الشبكة بمثابة غطاء رقمي لكل منتجاتها بشكل متجانس يجعل جميع أجزاء حياة المستخدم الافتراضية عبر الانترنت من خلال هذه الشبكة، لافتاً إلى استفادة الشركة من التجربة غير الناجحة لبرنامجها «غوغل بوز» الذي يشابه تطبيقات تويتر، مؤكداً في الوقت نفسه سعيهم دائماً لتطوير منتجات تلبي طموحات المستخدم من دون الدخول في منافسة مع أية منظمة أخرى