أولاً:الأسواق الماليةوالبورصات ومايجري فيهادون حسيب ولا رقيبوإرتباط جميع المؤسسات الماليةوالبنكية والشركات المساهمة بها,فبداية يجب ان نعرف ان الأسواق المالية والبورصات وحجم التداول والنشاط المالي الذي يجري فيهالايُعبرعن القوةالاقتصاديةالحقيقية لأية دولة في العالم بما فيهاامريكاالتي تمتلك اقوى وأضخم اقتصاد في العالم,سواء كانت هذه الاسواق تشهد حركة شراء وبيع نشطه أوضعيفه,وسواء كانت الاسعارفي حالةارتفاع وإنتعاش أوهبوط حاد وإنكماش,فالقوانين والانظمه والأليات المُتحكمه في عمليات البيع والشراء والتداول فيهاجعلت منهاأماكن للمُضاربات والمقامرة والمغامرة الاقتصادية وصناعة اقتصاد وهمي والكسب السهل غيرالمشروع,حيث نتائج المضاربة في الاسواق المالية والبورصة تظهر فوراً,فهي أموال(طازجة ساخنة) ,أي ان النتائج تكون يومية وفي نفس اللحظه وقبل ان تبرد كلعبة القمار,فالامرلايتعلق بالمتاجرة بسلعة خدمية تبيعهااوتحصل عليها مقابل ثمن معين ولا بسلعةإنتاجية تحتاج إلى تكاليف إنتاج وفترة زمنية لتصنيعهاومن ثم لتخزينهاومن ثم لبيعها قد يصل هذا الزمن إلى عام كامل حتى تحصل على النتيجه ربحا أوخساره,وإنماالأمرفي هذه الأسواق يتعلق بسلعةوهمية معظم الذين يتاجرون بها لايملكونها,فأحياناً كثيرة تتم صفقات ضخمةوبالمليارات لشراء أسهم وبيعها بفارق زمني بسيط قديكون في بعض الاحيان دقائق أوساعات قبل ان يُدفع ثمنها من قبل المشتري وقبل ان تُسجل بإسمه رسميافيُحقق ارباحا طائلة دون ان يدفع سنتاواحداً,فبصفقة وهميةواحدة ممكن ان تصبح مليونيراً,فكم من المليونيرات في امريكاهُم من هذه النوعية,وقد تصبح مُفلساًوانت في مكانك,فكبارالمتعاملين في البورصة يُحققون ارباحاًهائلة من الإستثماربالوهم,وهذا الأسلوب بالمضاربة في البورصات يُعرف(بالبيع والشراءعلى المكشوف)وغالباًمايكون الذين يتعاملون بهذا الأسلوب هم من كبارالمضاربين الذين يتحكمون بألية الاسعارمن خلال التحكم بألية العرض والطلب التي تحكم تحديد سعرالأسهم المتداولة في السوق وليس الوضع المالي الحقيقي للشركات المتداول اسهمها في السوق,وهؤلاء في معظمهم خليط من أصحاب الشركات والمؤسسات والبنوك والمصارف العملاقة التي توفر لهم تسهيلات ماليةفلكية دون ضمانات,فهم يحصلون على ثروة طائلة من خلال بيع الخداع والوهم لبعضهم بعضاولصغارالمضاربين,فيُحققون بذلك الملايين والمليارات, وهؤلاءهم انفسهم الذين يُضاربون على أسعارالنفط وجعلوا سعره في الأشهر الماضية يفوق كل التوقعات وليحرموا كل فقراء العالم من الدفء في الشتاء مما جعل من الأطفال يموتون من شدة وقساوة البرد ومن الجوع,حيث أن إرتفاع أسعارالنفط أدى الى إرتفاع أسعارالموادالغذائية والحاجيات الضرورية ليجنوا المليارات من وراء ذلك,مما ساهم في تسريع الإعصارالمالي الحالي حيث كانوايقومون بالمضاربة على أسعارالنفط بواسطة الإعتمادات البنكية مما جعل الأرقام تتضخم في البنوك فوق طاقتها وأضعاف سيولتها,فهناك عشرين شركة امريكية عملاقة تُشكل 80 % من الإقتصاد الامريكي فإنهيار هذه الشركات ,فالله عزيزذوإنتقام,وهنا نريد ان نوضح للقاريء كيف لاتمثل هذه البورصات والأسواق المالية الإقتصاد الحقيقي والقيمة الحقيقية للإسهم المتداولة فيها,فقد تكون هناك شركة وضعها المالي صعب وتحقق خسارة,ومع ذلك فان سعرسهمها في السوق المالي والبورصه يساوي اضعاف قيمته الحقيقية,فلو فرضنا ان شركة ماالقيمة الاسمية لسهمها هو دولاراً واحداً وأن عدد أسهمها خمسة ملايين سهم,أي أن رأسمالها يساوي خمسة ملايين دولار,وأن هذه الشركه قد حققت خساره بما نسبته 20% من قيمة رأسمالها فمن المفروض ان يُصبح سعر سهمها في السوق(80 )سنتا بدلاً من دولار,وان قيمة رأسمالها اصبحت اربعة ملايين دولار بدلاً من خمسةملايين دولار,أي أن قيمة السهم الاسمية يجب أن تنخفض بقيمة الخسارة التي تحققت لتُعبرعن الوضع المالي الحقيقي للشركه,ولكننا قد نجد العكس,فنتيجه للمضاربه على هذا السهم من قبل بعض المضاربين المختصين بالمضاربة في السوق المالي ان سهم هذه الشركه قد أصبح بدولارين وقبل أن تمارس عملها وقبل أن تحسب مصاريف التشغيل التي تنفق لتهيءة الشركة للعمل والتي تدفع من رأس المال ,أي أن قيمة السهم السوقية أكثر من قيمته الإسمية (بدولاروعشرين سنتا)أي أن هذه الشركة تضاعفت اسهمها بمايساوي ستة ملايين سهم إضافية وهمية وقبل أن تمارس نشاطها فمن أين جاءت هذه الستة ملايين الوهميه ؟؟؟
خمسة ملايين من الفرق بين القيمة الاسمية والقيمة السوقية,حيث أن القيمة الاسمية تساوي دولارواحدولكن القيمة السوقية دولارين وهناك 20% خسارة لم تخصم من قيمة السهم الاسمية أي مايساوي مليون سهم من الخمسة ملايين المُكتتب فيها تضاف إلى الخمسة ملايين الزيادة الناتجة عن سعرالسوق فيصبح المجموع ستة ملايين زيادة عن القيمة الحقيقية لأصول الشركة لايوجد مقابلهم اية موجودات حقيقية للشركة حتى تغطيهم,فمثلاً لو تم تصفية هذه الشركة وتم جرد موجوداتها فهل ممكن أن يحصل حامل السهم على ما قيمته دولارين لكل سهم أم أنه لن يحصل إلاعلى ما قيمته (80 )سنتا لكل سهم,لذلك فاننا سنجد أن الذي إشترى سهم هذه الشركه عند التأسيس بدولار واحد وبقي محتفظاً به انه قد خسر(20 سنتا) أما الذي اشترى السهم بأكثر من دولارين فستكون خسارته بمقدار نسبة الزيادة عن قيمته الاصلية عند شرائه,أما الذي ضارب وباع السهم بأكثر مما إشتراه فانه قد حقق ربح بنسب مختلفه قد تصل الى (100%) فالذي اشترى السهم بدولار وباعه بدولارين فانه قد حقق ربح بنسبة (100%) فهذا الربح هو بالحقيقه نصب ونهب وسرقه لأموال كثير من المتعاملين في السوق الذين خسروا,حيث أن هذا الربح تحقق من خسارة هؤلاء نتيجة فعل المضاربين على السهم فهو ناتج الفرق بين القيمة الحقيقية للسهم والقيمة الوهمية التي تحققت نتيجة المضاربة وليس نتيجة زيادة حقيقية في موجودات الشركة أو زيادة في الإنتاج أو في الأرباح غطت قيمة هذه الزيادة بل بالعكس فان هذه الشركه موضع المثال قد حققت خسارة وأن السهم فقد من قيمته ( 20% ) طبعا نحن هنا في هذا المثال لم نأخذ بالإعتبار مصاريف التشغيل بالحسبة لتبسيط المثال .
مواقع النشر (المفضلة)