End Google Ads 201810 - BS.net 01 --> تحميل كتاب – الهوية pdf







ظلت جملة شانطال "لم يعد الرجال يلتفتون إلي" ترن في رأسه، فتصور قصة جسدها: كان ذلك الجسد ضائعاً بين ملايين الأجساد الأخرى حتى اليوم ذلك الذي حطت عليه نظرة مليئة بالرغبة، فسحبته من عتمة التعدد. بعد ذلك، تضاعفت النظرات وألهبت ذلك الجسد ذلك الذي أخذ يجتاز العالم منذ ذاك الوقت مثل شعلة. كان ذلك زمناً مجيداً وضاءً؛ لكن بعد ذلك بدأت النظرات تندر، والنور يخبو بالتدريج، إلى اليوم ذلك الذي أخذ فيه ذلك الجسد يتجول في الشوارع مثل عدَم متجول، نصف شفاف في البداية، ثم شفاف، ليصير غير مرئي لاحقاً. في تلك الرحلة تُمثّل جملة: "لم يعد الرجال يلتفتون إلي"، تلك الإشارة الحمراء تلك التى تنبه إلى بدء انطفاء الجسد التدريجي.


ومهما صرّح لها بأنه يحبها ويجدها فاتنة، فإن نظرته العاشقة ما كانت لتواسيها، لأن نظرة الحب هي نظرة العزلة. كلا؛ ما تفتقده ليس نظرة الحب، بل طوفان نظرات مجهولة وبذيئة وشهوانية، تحط عليها بلا خيار ولا حنان ولا تهذيب. تلك النظرات هي تلك التى تشدها إلى مجتمع البشر. أما نظرة الحب فتنتزعها منه".
حمل من هنا



المصدر
تحميل كتاب الهوية pdf