End Google Ads 201810 - BS.net 01 --> تحميل كتاب – رحلتي الطويلة لأجل الحرية pdf







حينما تكون تلك السيرة لشخصية نضالية كنيلسون مانديلا فأعلم أنك ستخوض تجربة فكرية غزيرة و استثنائية لرجل تحوَّل وتطور من كونه ولداً أسوداً يعيش في كوخ في قرية نائية إلى أن صار أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا منهياً بذلك حقبة التمييز العنصري هناك
قام ملك التيمبو بتنصيب “غادلا هنري مفاكانيسوا” زعيماً على قبيلة مفيتزو وتسمى عشائر تلك القبيلة بالكوسا، وزعيم تلك القبيلة تزوج من أربعة نساء، كل امرأة تنحدر من إحدى العائلات الحاكمة الرئيسية:-
الأسرى العظمى وينحدر منها ولى العهد، وأسرة اليمين، ثم أسرة اكزيبا (وتسمى بين حين وآخرً اليسار)، وأخيراً صغار العائلات وتسمى بالعائلات المساندة أو الداعمة … وكان حصيلة الأبناء من تلك العائلة ثلاثة عشر( أربعة صتصريح وتسعة بنات)… ومن أسرة اكزيبا ولد بطل تلك القصة ” روليهلاهلا” والذي يعني المشاغب وكان أصغر الصتصريح وأكبر أبناء عائلة اليسار .. .. بعد أن عُزل والده من منصبة انتقل إلي قرية الطفولة تلك التى عاش فيها أروع لحظات حياته قرية ( قونو) وعمل بها راعياً للماشية وهو في عمر الخامسة
أما سر تغيير اسمه فهو معلمته … وهو حال معظم الأطفال الذين ما أن يلتحقوا بالمدرسة حتى تُغيير المعلمة أسمائهم لصعوبة لفظ الأسماء الأفريقية، فأطلقت عليه المعلمة اسم نيلسون مانديلا
من الأسماء الأخرى تلك التى ينادى بها مانديلا “ماديبا” وهو الاسم القبلي له، أطلق عليه بعد الاحتفال ذلك الذي حدث له مع مجموعة من الصتصريح في قرية قونو إعلاناً بكونهم صاروا رجالاً
أول نقطة تحول في إدراك نيلسون مانديلا كانت في عمر التاسعة بعد وفاة والده ورحيله مع أمة إلى عاصمة مقاطعة تيمبولاند ” مكيكزويني” حيت مظاهر النظام والثراء تلك التى أصابته بالصدمة .. .. تولى ذلك السلطان “يونجينتابا” رعاية مانديلا بعد ذلك وعاملة كأحد أبناءه لأن والد مانديلا كان سبب ما وصل إليه ذلك السلطان من منصب ونفوذ، وعادت والدة مانيلا بعد أن أطمئنت على ولدها إلى قرية قونو مرة أخرى .. .. وصف نيلسون مانديلا تلك الصدمة الحضارية كالآتي:- (…وإن الأسس الغضة لشخصيتي تلك التى أقامها والدي أخذت تهتز، وبدا لي في تلك اللحظة أن الحياة أحيانا كانت حملت لي في طياتها أكثر من أن صار مجرد بطل في المصارعة بالعصي) وهي اللعبة تلك التى أحبها وبرع فيها
الإجتماع الوطني الأفريقي كان أول تشكيل سياسي ينضم له مانديلا (وهو من الأحزاب تلك التى لا تعترف بها الدولة) وقد استغرق عدة أعوام قبل أن يتخذ قراره بالانضمام، لأنه أراد أن يكون واعياً سياسياً قبل أن يقدم على تلك الخطوة وقد عاونه في اتخاذ تلك الخطوة التنوع السياسي ذلك الذي يمتاز به محيطه من الأصدقاء ودراسته للقانون وتدربه في مكتب للمحاماة واحتكاكه بشريحة كبيرة التنوع .. .. وبذلك يكون ربما خرج من “الشكل” تلك التى وضعه به السلطان وهو أن يكون رجل أسود من النخبة تلك التى تُكن الولاء للبيض وتعترف بفضلهم وتساندهم، ولكنه بالمحصلة كان مقصوص الجناحين فلونه في الاخر لن يختفي مهما علا شأنه ذلك الذي لن يصل لمكانة الرجل الأبيض
كان أول نشاط سياسي قام به مانديلا ورفاقه هو إنشاء رابطة الشباب داخل الحزب وتفعيلها رغم الممانعة تلك التى واجهوها من قادة الحزب .. .. وبذلك نجحوا أن يضيفوا الطابع الثوري للحزب خصوصاً عند فوز الحزب الوطني بالانتخابات عام 1948 وهذا الحزب كان أهم توجهاته هو صياغة قوانين وتفعيلها لزيادة القمع على السود “قوانين التمييز العنصري” وتركزت حملة الحزب الوطني على “الخطر الأسود” .. .. ومن هنا زاد حجم النشاط اللازم من الحزب الوطني الإفريقي في مسيرته وكان أول تلك النشاطات هو “خرق القوانين” حيثما يقوم المتطوعين بدخولهم لأماكن ممنوعة عليهم “للبيض فحسب” وعند اعتقالهم لا يقاومون بتاتاً فشعار المتطوعين كان “يا مالان افتح أبواب الحبس فإننا داخلون” ومالان هو رئيس الحزب الوطني الفائز في الانتخابات الرئاسية .. .. وبذلك صار الدخول للسجن وسام شرف لجميع إفريقي مناضل
استمر النضال السلمي لمانديلا ورفاقه وافتتح فى ذلك الحين أول مكتب محاماة للسود وخلال مدة عمله اكتشف واحتك أكثر بالظلم تلك التى يمارس على شعبه


الحزب الشيوعي وحزب الهنود كانا يعملان جنباً لجنب مع الحزب الوطني الأفريقي لأجل دولة العدل لكل الأطياف وأعلنوا “ميثاق الحرية” واستمروا في نضالهم السلمي المتمثل في الاعتصامات وخرق القوانين .. .. في ديسمبر 1956 وجهت لأكثر من 100 شخص تهمة الخيانة العظمى وتجربة قلب النظام وإقامة دولة شيوعية واستمرت المحاكة “المسلىة” حتى صدر الحكم بالبراءة في مارس 1961 وفور خروج مانديلا من الحبس كان واثقاً من سجنه مرة أخرى فعاش متخفياً واستمر نضاله السري وأُطلق عليه لقب زهرة الربيع السوداء
صار واضحاً للعيان عدم جدوى النضال السلمي فقام مانديلا بعرض فكرة النضال العسكري على الحزب، فقوبل بالرفض في البداية ثم وافق الحزب وعينه رئيساً للجناح العسكري، وأنشأ حركة سُميت الحركة ب”أمكا” وتعني رمح الأمة وهدفها الأساسي التخريب وتحاشي هدر الأرواح .. .. أول الخطوات كانت سفر مانديلا للخارج لتلقي الدعم الدولي والتدريب العسكري وجمع المال وهذا ما كان، وحينما عاد للوطن قد تم القبض عليه وحُكم عليه بالسجن ل5 أعوام وما لبث أن وجهت له تهمه أخرى هو ورفاقه ونجا من حكم الإعدام “تحت ضغط المجتمع الدولي المتابع للقضية” ونُقل إلى جزيرة “روبن” وقضى فيها أعوام حياته الحالكة
مانديلا “المشاغب” لم يتوقف نضاله بدخوله سجن جزيرة روبن فالتمييز العنصري طاله داخل الحبس كذلكً وكان الفارق واضحاً في نوع الأكل والملابس والمعاملة بين المساجين، فاستمر نضاله داخل الحبس لتحسين وضعه هو و رفاقه السود وغيرهم من الهنود والملونين، وقد أرهق إدارة الحبس بالمساءلات والاعتراضات تلك التى يبرع فيها كونه محاميا
أطلق على الجزيرة اسم “الجامعة” لأن معظم السجناء تحصلوا على الشهادات وكذلكً (السبب الأهم) تدريس السجناء تاريخ الإجتماع الوطني الأفريقي والنضال الهندي وتاريخ الماركسية والاقتصاد السياسي
وبعد 18 عاماً نُقِل مانديلا ورفاقه لسجن “بوللسمور” وكانت المرحلة الأولى لمساومة الحكومة له بنيل حريته مقابل التخلي عن النضال المسلح فرفض لأن سياسة الحكومة العنصرية هي المسئولة على النضال المسلح وعليها هي أن تغيير من سياستها العنصرية تلك التى لن تتغير بتوقف ذلك النضال المسلح .. .. ولكنها كانت أعوام للحوار بين الأطراف
فريدريك ويليام دى كليرك كان أخر رئيس أبيض لجنوب أفريقيا، عند توليه المنصب أعلن بداية حقبه حديثة وقال في خطابه “لقد حان وقت المفاوضات” .. .. وبهذا أفرج عن مانديلا في 11 فبراير 1990 (بعد 27 عاماً) عن عمر يناهز الواحد والسبعين معلناً بداية فصل حديث في جنوب أفريقيا عنوانه الحرية
27 أبريل 1994 اتجه السود لأول مرة في تاريخ الدولة لإدلاء أصواتهم في أول انتخابات غير عنصرية بعد عدة سنين من المفاوضات قضاها مانيلا ورفاقه .. .. فاز الحزب الوطني الأفريقي بالانتخابات وصار نيلسون مانديلا أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا
نيلسون مانديلا (الحائز على جائزة نوبل للسلام 1993 مع دي كليريك) يستعرض سيرة حياته و أعوام نضاله باستفاضة ومقالية تامة في ذلك الكتاب المزهل
حمل من هنا



المصدر
تحميل كتاب رحلتي الطويلة لأجل الحرية pdf